Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 32, Ayat: 28-29)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَيَقُولُونَ } أي : كفار مكة { مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْفَتْحُ } أي : الانتصار علينا . استعجال لوقوع البأس الربانيّ عليهم ، الذي وعدوا به ، واستبعاد له { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * قُلْ يَوْمَ ٱلْفَتْحِ لاَ يَنفَعُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِيَمَانُهُمْ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ } لحلول ما يغشي الأبصار ويعمي البصائر . وظهور منار الإيمان وزهوق الفريق الكافر . قال ابن كثير : أي : إذا حل بكم بأس الله وسخطه وغضبه في الدنيا والآخرة ، لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون ، كما قال تعالى : { فَلَمَّا جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ فَرِحُواْ بِمَا عِندَهُمْ مِّنَ ٱلْعِلْمِ } [ غافر : 83 ] الآيتين . ومن زعم أن المراد من هذا الفتح فتح مكة ، فقد أبعد النجعة ، وأخطأ فأفحش ، فإن يوم الفتح ، قد قبِل رسول الله صلى الله عليه وسلم إسلام الطلقاء وقد كانوا قريباً من ألفين ولو كان المراد فتح مكة لما قبِل إسلامهم لقوله تعالى : { قُلْ يَوْمَ ٱلْفَتْحِ لاَ يَنفَعُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِيَمَانُهُمْ } [ السجدة : 29 ] وإنما المراد الفتح الذي هو القضاء والفصل كقوله : { فَٱفْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً } [ الشعراء : 118 ] وكقوله : { قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِٱلْحَقِّ } [ سبأ : 26 ] الآية وقال تعالى : { وَٱسْتَفْتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ } [ إبراهيم : 15 ] وقال تعالى : { إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَآءَكُمُ ٱلْفَتْحُ } [ الأنفال : 19 ] .