Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 17-19)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُلْ مَن ذَا ٱلَّذِي يَعْصِمُكُمْ } أي : يجيركم { مِّنَ ٱللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوۤءاً } أي : هلاكاً أو هزيمة { أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلاَ يَجِدُونَ لَهُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً } أي : مجيراً ولا مغيثاً يدفع عنهم الضر { قَدْ يَعْلَمُ ٱللَّهُ ٱلْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ } أي : المثبطين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . وهم المنافقون . قال الشهاب : و ( قد ) للتحقيق ، أو لتقليله باعتبار متعلقه ، وبالنسبة لغير معلوماته . انتهى . { وَٱلْقَآئِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ } أي : من ساكني المدينة { هَلُمَّ إِلَيْنَا } أي : أقبلوا إلى ما نحن فيه من الضلال والثمار { وَلاَ يَأْتُونَ ٱلْبَأْسَ } أي : القتال { إِلاَّ قَلِيلاً } أي : إلا إتيانا قليلا . لأنهم يتثبطون ما أمكن لهم . { أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ } أي : بخلاء بالمعونة والنفقة والمودة عليكم ، أو أضنّاء بكم ظاهرا ، إن لم يحضر خوف { فَإِذَا جَآءَ ٱلْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ } أي : في أحداقهم { كَٱلَّذِي يُغْشَىٰ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْمَوْتِ } أي : كنظره أو كدورانه { فَإِذَا ذَهَبَ ٱلْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ } أي : بالغوا فيكم بالكلام طعنا وذما . فأحرقوكم وآذوكم . وأصل ( السلق ) بسط العضو ومدّة للقهر . سواء كان يداً أو لسانا ، ويجوز أن يشبه اللسان بالسيف على طريق الاستعارة المكنية ، ويثبت له السلق وهو الضرب تخييلا { أَشِحَّةً عَلَى ٱلْخَيْرِ } أي : على فعله { أوْلَـٰئِكَ لَمْ يُؤْمِنُواْ فَأَحْبَطَ ٱللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيراً } .