Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 1-1)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يَٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ ٱتَّقِ ٱللَّهَ } نودي صلوات الله عليه بوصفه دون اسمه ، تعظيماً له . وباب المخاطبة يعدل فيها عن النداء بالاسم تكريماً للمخاطب . ولا كذلك باب الأخبار فقد يصرح فيها بالاسم ، والتعظيم باق كآية { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ٱللَّهِ } [ الفتح : 29 ] لتعليم الناس بأنه رسول الله وتلقينهم أن يسموه بذلك ويدعوه به . وأمره عليه السلام بالتقوى تفخيما وتعظيماً للتقوى نفسها ، حيث أمر بها مثله . فإن مراتبها لا تنتهي . مع أن المقصود الدوام والثبات عليها . ولم يجعل الأمر لأمته كما في نظائره ، لأن سياق ما بعده لأمر يخصه . كقصة زيد رضي الله عنه { وَلاَ تُطِعِ ٱلْكَافِرِينَ وَٱلْمُنَافِقِينَ } أي : لا توافقهم على أمر ولا تقبل لهم رأيا ولا مشورة وجانبهم واحترس منهم فإنهم أعداء الله وأعداء المؤمنين . لا يريدون إلا المضارّة والمضادّة . { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً } أي : فهو أحق بأن تتبع أوامره ويطاع ، لأنه العليم بعواقب الأمور وبالمصالح من المفاسد . والحكيم الذي لا يفعل شيئاً ، ولا يأمر به ، إلا بداعي الحكمة .