Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 41-42)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ } أي : بما هو أهله من صنوف التحميد والتمجيد { ذِكْراً كَثِيراً } أي : يعمّ الأوقات والأحوال . قال ابن عباس رضي الله عنهما . إن الله تعالى لم يفرض على عباده فريضة ، إلا جعل لها حداً معلوما ؛ ثم عذر أهلها في حال العذر . غير الذكر ، فإن الله تعالى لم يجعل له حداً ينتهي إليه . ولم يعذر أحداً في تركه إلا مغلوباً على عقله ، وأمرهم به في الأحوال كلها . فقال تعالى : { فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ } [ النساء : 103 ] وقال : { ٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً } [ الأحزاب : 41 ] أي : بالليل والنهار ، في البر والبحر ، وفي السفر والحضر ، والغنى والفقر ، والسقم والصحة ، والسر والعلانية ، وعلى كل حال { وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً } أي : في أول النهار وآخره ، ليسري أثر التسبيح فيهما بقية النهار والليل . لأن ذكره وتسبيحه ، يفيدان تنوير القلوب وقت خلوّها عن الأشغال . قال الزمخشري : والتسبيح من جملة الذكر . وإنما اختصه من بين أنواعه اختصاص جبريل وميكائيل من بين الملائكة ، ليبيّن فضله على سائر الأذكار ، لأن معناه تنزيه ذاته ، عمّا لا يجوز من الصفات والأفعال . ومثالُ فضله على غيره من الأذكار ، فضل وصف العبد بالنزاهة من أدناس المعاصي ، والطهر من أرجاس المآثم ، على سائر أوصافه ، من كثرة الصلاة والصيام ، والتوفر على الطاعات كلها . ويجوز أن يريد بالذكر وإكثاره ، تكثير الطاعات والإقبال على العبادات . فإن كل طاعة وكل خير ، من جملة الذكر . ثم خص من ذلك التسبيح بكرة وأصيلا . وهي الصلاة في جميع أوقاتها . لفضل الصلاة على غيرها . أو صلاة الفجر والعشاءين . لأن أداءها أشق ومراعاتها أشد . وقوله تعالى : { هُوَ ٱلَّذِي يُصَلِّي … } .