Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 57-57)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً } أي : ينالون فيه الهوان والخزي . والمقصود من الآية الرسول صلّى الله عليه وسلم . وذكر الله تعالى إنما هو لتعظيمه ، ببيان قربه ، وكونه حبيبه ، حتى كأنّ ما يؤذيه يؤذيه . كما أن من يطيعه يطيع الله . وقد روى الطبريّ عن ابن عباس ؛ أنها نزلت في الذين طعنوا على النبيّ صلّى الله عليه وسلم ، حين اتخذ صفية بنت حييّ . وهذا في الحقيقة من أفراد ما تشمله الآية . بل لو قيل : أنها عني بها مَنْ خاض في مسألة زينب ، لكان أقرب ، لتقارب الآيات في الباب الواحد ، وتناسقها كسلسلة واحدة ، في تلك المسألة التي كانت المقصود الأعظم من السورة بتمامها . كما لا يخفى على من تدبرها . وبالجملة ، فاللفظ عامٌّ في كل ما يصاب به صلّى الله عليه وسلم من أنواع المكروه . فيدخل المقصود من التنزيل دخولاً أوليّاً . وعلى هذا ، فالأذية على حقيقتها . وقيل المراد بأذية الله ورسوله ، ارتكاب ما لا يرضيانه ، مجازا مرسلا . لأنه سبب ، أو لازم له . وإن كان بالنسبة إلى غيره ، فإنه كان في العلاقة وذكر الله ورسوله على ظاهره . ومَنْ جَوّز إطلاق اللفظ الواحد على معنيين ، كاستعمال اللفظ المشترك في معنييه ، أو في حقيقته ومجازه ، فسر الأذية بالمعنيين باعتبار المعمولين . فتكون بالنسبة إليه تعالى ، ارتكاب ما يكره مجازا ، وإلى الرسول على ظاهره . فإن تعدد المعمول بمنزلة تكرر لفظ العامل . فيجيء فيه الجمع بين المعنيين .