Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 46-46)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّآ أَخْلَصْنَاهُمْ } أي : صفيناهم عن شوب صفات النفوس ، وكدورة حظوظها ، وجعلناهم لنا خالصين بالمحبة الحقيقية { بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى ٱلدَّارِ } أي : الباقية والمقر الأصليّ ، أي : استخلصناهم لوجهنا بسبب تذكرهم العلم القدس ، وإعراضهم عن معدن الرجس ، مستشرقين لأنوارنا ، لا التفات لهم إلى الدنيا وظلماتها أصلا . لطيفة قال السمين : قرأ نافع وهشام : { بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى ٱلدَّارِ } بالإضافة ، وفيها أوجه : أحدها : أن يكون أضاف خالصة إلى ذكرى للبيان ؛ لأن الخالصة قد تكون ذكرى وغير ذكرى . كما في قوله : { بِشِهَابٍ قَبَسٍ } [ النمل : 7 ] ، لأن الشهاب يكون قبسا وغيره . الثاني : أن خالصة مصدر بمعنى إخلاص ، فيكون مصدراً مضافاً لمفعوله ، والفاعل محذوف ، أي : بأن أخلصوا ذكر الدار وتناسوا عند ذكرها ذكر الدنيا ، وقد جاء المصدر على ( فاعلة ) كالعاقبة ، أو يكون المعنى بأن أخلصنا نحن لهم ذكرى الدار . وقرأ الباقون بالتنوين وعدم الإضافة ، وفيها أوجه : أحدها : أنها مصدر بمعنى الإخلاص ، فيكون : { ذِكْرَى } منصوباً به ، وأن يكون بمعنى الخلوص ، فيكون : { ذِكْرَى } مرفوعاً به ، والمصدر يعمل منوّناً كما يعمل مضافا ، أو يكون ( خَالِصَةِ ) ، اسم فاعل على بابه . و { ذِكْرَى } : بدل أو بيان لها أو منصوب بإضمار : ( أعني ) أو هو مرفوع على إضمار مبتدأ ، و ( الدار ) يجوز أن يكون مفعولاً به بـ { ذِكْرَى } وأن يكون ظرفاً إما على الاتساع ، وإما على إسقاط الخافض . و ( خَالِصَةِ ) إن كانت صفة ، فهي صفة لمحذوف ؛ أي : بسبب خصلة خالصة . انتهى .