Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 63-66)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لَّهُ مَقَالِيدُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } أي : هو وحده يملك أمرها وخزائن غيوبها وأبواب خيرها وبركتها { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـآيَاتِ ٱللَّهِ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ * قُلْ أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ تَأْمُرُونِّيۤ أَعْبُدُ أَيُّهَا ٱلْجَاهِلُونَ * وَلَقَدْ أُوْحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ * بَلِ ٱللَّهَ فَٱعْبُدْ } أي : خصّه بالعبادة { وَكُن مِّنَ ٱلشَّاكِرِينَ } أي : الصارفين ما أنعم به عليهم ، إلى ما خلق لأجله . فإن قيل : كان الظاهر ( لو أشركت ) لأن ( أن ) تقتضي احتمال الوقوع . وهو هنا مقطوع بعدمه . فالجواب : أن هذا الكلام وارد على سبيل الفرض . والمحالات يصح فرضها لأغراض . والمراد به تهييج الرسل وإقناط الكفرة والإيذان بغاية قبح الإشراك ، وكونه بحيث ينهى عنه من لا يكاد يمكن أن يباشره ، فكيف بمن عداه ؟ وإطلاق الإحباط هنا يستدل به من ذهب إلى أن الردة مبطلة للعمل مطلقاً ، كالحنيفية ، وغيرهم يرى الإحباط مقيداً بالاستمرار عليه إلى الموت ، وأنه هو المحبط في الحقيقة ، وأنه إنما ترك التقييد به اعتماداً على التصريح به في آية أخرى ، وهي قوله تعالى : { وَمَن يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلـٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ } [ البقرة : 217 ] .