Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 67-67)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَٱلأَرْضُ جَمِيعـاً قَبْضَـتُهُ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } أي : ما قدروا عظمته تعالى حق عظمته ، ولا عرفوا جلاله حق معرفته ؛ حيث جعلوا له شركاء ، ووصفوه بما لا يليق بشؤونه الجليلة ، مع أن عظمته وكمال قدرته تتحير فيها الأوهام ، فإن تبديل الأرض غير الأرض ، وطيّ السماوات كطي السجل ، أهون شيء عليه . وفي ( القبضة واليمين ) مذهبان معروفان . مذهب السلف : وهو إثبات ذلك من غير تكييف له ، ولا تشبيه ولا تحريف ولا تبديل ولا تغيير ولا إزالة للفظ الكريم عما تعرفه العرب وتضعه عليه بتأويل ، يجرون على الظاهر ويكلون علمه إليه تعالى ويقرون بأن تأويله ( أي : ما يؤول إليه من حقيقته ) لا يعلمه إلا الله ، وهكذا قولهم في جميع الصفات التي نزل بذكرها القرآن ، ووردت بها الأخبار الصحاح . المذهب الثاني : القول بأن ذلك من المجاز المعروف نظيره في كلام العرب ، وإن الإطلاق لا ينحصر في الحقيقة . ثم من ذاهب إلى أن المجاز في المفردات , استعيرت ( القبضة ) للملك أو التصرف و ( اليمين ) للقدرة ، وذاهب إلى أنه في المركب ، بتمثيل حال عظمته ونفاذ قدرته ، بحال من يكون له قبضة فيها الأرض ، ويمين بها تطوى السماوات ، وهذا ما عول عليه الزمخشريّ وبسطه أحسن بسط . ثم أشار إلى أن من عظيم قدرته تعالى ، أنه جعل النفخ في الصور سبب موت الكل تارة ، وحياتهم أخرى ، بقوله : { وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ … } .