Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 37-37)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ٱلَّذِينَ يَبْخَلُونَ } أي : بأموالهم أن ينفقوها فيما أمرهم الله به فيما تقدم { وَيَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلْبُخْلِ } أي : ولا يكونون سبب الإحسان ، بل يبخلون بذات أيديهم وبما في أيدي غيرهم . فيأمرونهم بأن يبخلوا به مقتاً للسخاء ممن وجد ، وفي أمثال العرب : أبخل من الضنين بنائل غيره ، قال : @ وإن امرءا ضنّت يداه على امرئ بنيل يدٍ من غيره لبخيل @@ قال الزمخشريّ بعد حكاية ما تقدم : ولقد رأينا ممن بُلي بداء البخل ، مَنْ إذا طرق سمعه أن أحداً جاد على أحد ، شخص به ، وحل حبوته واضطرب ، ودارت عيناه في رأسه ، كأنما نهب رحله ، وكسرت خزانته ، ضجراً من ذلك وحسرة على وجوده . انتهى . { وَيَكْتُمُونَ مَآ آتَاهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ } أي : من المال والغنى ، فيوهمون الفقر مع الغنى والإعسار مع اليسار والعجز مع الإمكان { وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً } وضع الظاهر موضع المضمر إشعاراً بأن مَن هذا شأنه فهو كافر بنعمة الله تعالى ، ومن كان كافراً بنعمة الله تعالى فله عذاب يهينه ، كما أهان النعمة بالبخل والإخفاء . فائدة قال أبو البقاء : في قوله تعالى : { ٱلَّذِينَ يَبْخَلُونَ } وجهان : أحدهما : هو منصوب بدل من : ( مَنْ ) في قوله : { مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً } [ النساء : 36 ] وجمع على معنى : ( مَن ) ويجوز أن يكون محمولاً على قوله : { مُخْتَالاً فَخُوراً } وهو خبر : { كَانَ } وجمع على المعنى أيضاً ، أو على إضمار : أذم . والثاني - أن يكون مبتدأ والخبر محذوف تقديره : مبغضون ، ودل عليه ما تقدم من قوله : { لاَ يُحِبُّ } ويجوز أن يكون الخبر : معذبون ، لقوله : { وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً } ويجوز أن يكون التقدير : هم الذين ، ويجوز أن يكون مبتدأ : { وَٱلَّذِينَ يُنْفِقُونَ } [ النساء : 38 ] معطوف عليه ، والخبر : { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَظْلِمُ } [ النساء : 40 ] أي : يظلمهم . ثم قال : والبُخْل والبَخَل لغتان : وقد قرئ بهما ، وفيه لغتان أُخريان البُخُل بضم الخاء والباء ، والبَخْل بفتح وسكون الخاء . انتهى .