Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 41, Ayat: 30-30)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ } أي : وحدوه بنفي غيره ، وعرفوه بالإيقان حق معرفته { ثُمَّ ٱسْتَقَامُواْ } أي : في أخلاقهم وعقائدهم وأعمالهم . وذلك بالسلوك في طريقه تعالى ، والثبات على صراطه ، مخلصين لأعمالهم ، عاملين لوجهه ، غير ملتفتين بها إلى غيره { تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ } أي : في الدنيا ، بإلهامهم ، أو عند الموت ، أو حين البعث { أَلاَّ تَخَافُواْ } أي : ما تقدمون عليه بعد مماتكم { وَلاَ تَحْزَنُواْ } أي : على ما خلفتم من دنياكم ، من أهل وولد . فإنا نخلفكم في ذلك كله ، أو من الفزع الأكبر ، وهوله ، فإنكم آمنون لآية : { لاَ يَحْزُنُهُمُ ٱلْفَزَعُ ٱلأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ } [ الأنبياء : 103 ] والتنزيل يفسر بعضه بعضاً ، أو الآيتان في مقامين ، وبشارتين ، وفضله تعالى أوسع ، وجوده أعم وأشمل . قال القاشاني : وإنما تنزلت الملائكة عليهم للمناسبة الحقيقية بينهم في التوحيد الحقيقي ، والإيمان اليقيني ، والعمل الثابت على منهاج الحق والاستقامة في الطريقة إليه . غير ناكثين في عزيمة ، ولا منحرفين عن وجهة ، ولا زائغين في عمل . كما ناسبت نفوس المحجوبين من أهل الرذائل الشياطين ، بالجواهر المظلمة والأعمال الخبيثة . فتنزلت عليهم . انتهى . وقوله تعالى : { وَأَبْشِرُواْ بِٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ } أي : في الدنيا ، حال الإيمان بالغيب .