Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 41, Ayat: 31-32)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ نَحْنُ أَوْلِيَآؤُكُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَفِي ٱلآخِرَةِ } أي : أحباؤكم في الدارين ، للتناسب بيننا وبينكم . كما أن الشياطين أولياء الكافرين ، لما بينهم من الجنسية ، والمشاركة في الظلمة والكدورة . قال ابن كثير : أي : تقول الملائكة للمؤمنين عند الاحتضار : نحن كنا قرناءكم في الحياة الدنيا ، نسددكم ونوفقكم ونحفظكم بأمر الله . وكذلك نكون معكم في الآخرة ، نؤنس منكم الوحشة في القبور ، وعند النفخة في الصور ، ونؤمنكم يوم البعث والنشور ، ونجاوزكم الصراط المستقيم ، ونوصلكم إلى جنات النعيم . و قال الرازي : معنى كونهم أولياء للمؤمنين ، أن للملائكة تأثيرات في الأرواح البشرية ، بالإلهامات والمكاشفات اليقينية ، كما أن للشياطين تأثيرات في الأرواح ، بإلقاء الوساوس فيها ، وتخييل الأباطيل إليها ، وبالجملة ، فكون الملائكة أولياء للأرواح الطيبة الطاهرة ، حاصل من جهات كثيرة معلومة ، لأرباب المكاشفات والمشاهدات . فهم يقولون : كما أن تلك الولاية كانت حاصلة في الدنيا ، فهي تكون باقية في الآخرة . فإن تلك العلائق ذاتية لازمة غير قابلة للزوال . بل كأنها تصير بعد الموت أقوى وأبقى . وذلك لأن جوهر النفس من جنس الملائكة ، وهي كالشعلة بالنسبة إلى الشمس ، والقطرة بالنسبة إلى البحر ، والتعلقات الجسمانية هي التي تحول بينها وبين الملائكة . كما قال صلى الله عليه وسلم : " لولا أن الشياطين يحومون على قلوب بني آدم ، لنظروا إلى ملكوت السماوات " فإذا زالت العلائق الجسمانية ، والتدبيرات البدنية ، فقد زال الغطاء والوطاء ، فيتصل الأثر بالمؤثر ، والقطرة بالبحر ، والشعلة بالشمس . انتهى . وهو مشرب صوفيّ ، ومنزع فلسفيّ ، فيه شية من الرقة . { وَلَكُمْ فِيهَا } أي : في الآخرة { مَا تَشْتَهِيۤ أَنفُسُكُمْ } أي : من الروح والريحان والنعيم المقيم { وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ } أي : تتمنون { نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ } أي : إكراماً معداً لكم ، من غفور لذنوبكم ، ورحيم بتفضله وتطوله .