Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 46, Ayat: 8-8)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ قُلْ إِنِ ٱفْتَرَيْتُهُ فَلاَ تَمْلِكُونَ لِي مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً } أي : لا تقدرون أن تدفعوا عني سوءاً ، إن أصابني به . و { أَمْ } - على ما قالوا - منقطعة مقدرة بـ ( بل ) الإضرابية وهمزة الاستفهام ، المتجوز به عن الإنكار والتعجيب ، ووجه كون الافتراء أشنع من السحر ، حتى أضرب عنه ، أن الكذب خصوصاً على الله متفق على قبحه ، حتى ترى كل أحد يشمئز من نسبته إليه بخلاف السحر ، فإنه ، وإن قبح ، فليس بهذه المرتبة ، حتى تكاد تعد معرفته من السمات المرغوبة . وقال الناصر : هذا الإضراب في بابه مثل الغاية التي قدمتها آنفاً في بابها ، فإنه انتقال إلى موافق ، لكنه أزيد من الأول ، فنزل لزيادته عليه ، مع ما تقدمه مما ينقص عنه ، منزلة المتنافيين ، كالنفي والإثبات اللذين يضرب عن أحدهما للآخر ، وذلك أن نسبتهم للآيات إلى أنها مفتريات ، أشدّ وأبعد من نسبتها إلى أنها سحر . فأضرب عن ذلك الأول إلى ما ذكر ما هو أغرب منه . انتهى . { هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ } أي : تخوضون في حقه من أنه سحر أو أفك { كَفَىٰ بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ } أي : يشهد لي بالصدق بما يؤيدني به من آياته وصدق مواعيده { وَهُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ } أي : لمن راجع منكم الكفر وتاب وآمن .