Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 47, Ayat: 18-18)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ ٱلسَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَآءَ أَشْرَاطُهَا } قال ابن كثير : أي : أمارات اقترابها ، كقوله تبارك وتعالى : { هَـٰذَا نَذِيرٌ مِّنَ ٱلنُّذُرِ ٱلأُوْلَىٰ * أَزِفَتِ ٱلآزِفَةُ } [ النجم : 56 - 57 ] وكقوله جلت عظمته : { ٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلْقَمَرُ } [ القمر : 1 ] وقوله سبحانه وتعالى : { أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ } [ النحل : 1 ] وقوله جل وعلا : { اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ } [ الأنبياء : 1 ] . فبعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشراط الساعة ؛ لأنه خاتم الرسل ، الذي أكمل الله تعالى به الدين ، وأقام به الحجة على العالمين . وقد أخبر صلى الله عليه وسلم بأمارات الساعة وأشراطها ، وأبان عن ذلك وأوضحه ، بما لم يؤته نبيّ قبله ، كما هو مبسوط في موضعه . وقال الحسن البصريّ : بعثة محمد صلى الله عليه وسلم من أشراط الساعة ، وهو كما قال ، ولهذا جاء في أسمائه صلى الله عليه وسلم أنه نبيّ التوبة ، ونبيّ الملحمة ، والحاشر الذي تحشر الناس على قدميه ، والعاقب الذي ليس بعده نبي . روى البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بإصبعيه هكذا - بالوسطى والتي تليها : " بعثت أنا والساعة كهاتين " " . { فَأَنَّىٰ لَهُمْ إِذَا جَآءَتْهُمْ ذِكْرَٰهُمْ } أي : ذكرى ما قد ضيعوا وفرّطوا فيه من طاعة الله إذا جاءتهم الساعة . يعني : أن ليس ذلك بوقت ينفعهم فيه التذكر والندم ؛ لأنه وقت مجازاة ، لا وقت استعتاب واستعمال .