Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 47, Ayat: 19-19)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَٱعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ ٱللَّهُ } قال ابن جرير : أي : فاعلم يا محمد أنه لا معبود تنبغي أو تصلح له الألوهة ويجوز لك وللخلق عبادته ، إلا الله الذي هو خالق الخلق ، ومالك كل شيء . يدين له بالربوبية كل ما دونه . والفاء فصيحة في جواب شرط معلوم ، مما مر من أول السورة إلى هنا ، من حال الفريقين . قال السيوطيّ : وقد استدل بالآية من قال بوجوب النظر ، وإبطال التقليد في العقائد ، ومن قال بأن أول الواجبات ، المعرفةُ قبل الإقرار . { وَٱسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ } قال ابن جرير : أي : وسل ربك غفران سالف ذنوبك وحادثها ، وذنوب أهل الإيمان بك من الرجال والنساء . قال الشهاب : وإنما أعيد الجار ؛ لأن ذنوبهم جنس آخر غير ذنب النبيّ صلى الله عليه وسلم ، فإن ذنوبهم معاص كبائر وصغائر ، وذنبه ترك الأَوْلى . وقال السيوطيّ : استدل بالآية من أجاز الصغائر على الأنبياء . انتهى . والمسألة مبسوطة بأقوالها ، وما لها وما عليها في ( الفِصَل ) لابن حزم ، فارجع إليه . وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : " اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي ، وإسرافي في أمري ، وما أنت أعلم به مني . اللهم اغفر لي هزلي وجدي ، وخطاياي ، وعمدي ، وكل ذلك عندي " . وفي الصحيح أنه كان يقول في آخر الصلاة : " اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت ، وما أسررت وما أعلنت ، وما أسرفت ، وما أنت أعلم به مني . أنت إلهي لا إله إلا أنت " . وفي الصحيح أنه قال : " يا أيها الناس ! توبوا إلى ربكم ، فإني أستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة " . { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ } أي : متصرّفكم فيما تتصرفون فيه ، وإقامتكم على ما تقيمون عليه من الأقوال والأعمال ، فيجازيكم عليه .