Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 48, Ayat: 17-17)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لَّيْسَ عَلَى ٱلأَعْمَىٰ حَرَجٌ } قال المهايميّ : وإن أمكنه القتال بإحساس صوت مشي العدوّ ، ومشي فرسه ، لكن يصعب عليه حفظ نفسه عنه . { وَلاَ عَلَى ٱلأَعْرَجِ حَرَجٌ } أي : وإن أمكنه القتال قاعداً ، لكن لا يمكنه الكرّ والفرّ ، ولا يقوى قوة القائم { وَلاَ عَلَى ٱلْمَرِيضِ حَرَجٌ } أي : فإنه وإن أمكنه الإبصار والقيام ، فلا قوة له في دفع العدوّ ، فضلاً عن الغلبة عليه . ثم أشار تعالى إلى أن هؤلاء ، وإن فاتهم الجهاد ، لا ينقص ثوابهم إذا أطاعوا الله ورسوله ، بقوله سبحانه : { وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّٰتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَٰرُ وَمَن يَتَوَلَّ } أي : عن إطاعتهما ، وإن كان أعمى أو أعرج أو مريضاً { يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً } أي : بالمذلة دنيا ، والنار أخرى . تنبيه اختلف المفسرون في هؤلاء القوم الذين هم { أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ } - على أقوال : أحدها : أنهم هوزان . الثاني : ثقيف ، وكلاهما غزاه النبيّ صلى الله عليه وسلم . الثالث : بنو حنيفة الذين تابعوا مسيلمة الكذاب ، وغزاهم أبو بكر رضي الله عنه . الرابع : أهل فارس والروم ، الذين غزاهم عمر رضي الله عنه . ومثار الخلاف هو عموم ظاهر الآية ، وشمول مصداقها لكل الغزوات المذكورة . ولو عدّ من الأوجه كفار مكة ، لم يبعد ، بل عندي هو الأقرب ؛ لأن السين للاستقبال القريب ؛ فإن هذه السورة نزلت عِدَةً بفتح مكة ، منصرفهَ صلى الله عليه وسلم من الحديبية ، وعلى أثرها كانت غزوة الفتح الأعظم ، التي لم يتخلف عنها من القبائل الشهيرة أحد ، إذ دعاهم النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى قتال قريش أو يسلموا ، فكان ما كان من إسلامهم طوعاً أو كرهاً - والله أعلم .