Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 48, Ayat: 28-28)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ هُوَ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِٱلْهُدَىٰ } أي : البيان الواضح { وَدِينِ ٱلْحَقِّ } أي : الإسلام . وقال المهايميّ : { بِٱلْهُدَىٰ } أي : الدلائل القطعية { وَدِينِ ٱلْحَقِّ } أي : الاعتقادات الصائبة المطابقة لما هو الواقع أشد مطابقة . وقال ابن كثير : أي : بالعلم النافع ، والعمل الصالح ، فإن الشريعة تشتمل على شيئين : علم وعمل . فالعلم الشرعيّ صحيح ، والعمل الشرعيّ مقبول ، فإخباراتها حق ، وإنشاءاتها عدل . { لِيُظْهِرَهُ } أي : ليعليه { عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ } قال ابن جرير : أي : ليبطل به الملل كلها ، حتى لا يكون دين سواه . وذلك حين ينزل عيسى ابن مريم ، فيقتل الدجال ، فحينئذ تبطل الأديان كلها ، غير دين الله الذي بعث به محمداً صلى الله عليه وسلم ، ويظهر الإسلام على الأديان كلها . انتهى . وقال ابن تيمية : قد أظهره الله علماً ، وحجة وبياناً على كل دين ، كما أظهره قوة ونصراً وتأييداً ، وقد امتلأت الأرض منه ومن أمته في مشارق الأرض ومغاربها ، وسلطانهم دائم لا يقدر أحد أن يزيله ، كما زال ملك اليهود ، وزال ملك من بعدهم عن خيار الأرض وأوسطها . انتهى . { وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً } أي : على أن ما وعده من إظهار دينه على جميع الأديان ، أو الفتح أو المغانم كائن . قال الحسن : شهد لك على نفسه أنه سيظهر دينك على الدين كله . قال ابن جرير : وهذا إعلام من الله تعالى نبيّه صلى الله عليه وسلم ، والذين كرهوا الصلح يوم الحديبية من أصحابه ؛ أن الله فاتح عليهم مكة ، وغيرها من البلدان ، مسلِّيهم بذلك عما نالهم من الكآبة والحزن ، بانصرافهم عن مكة قبل دخولها ، وقبل طوافهم بالبيت .