Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 106-106)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يِآ أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ } أي : ظهرت أماراته { حِينَ ٱلْوَصِيَّةِ } بدل من الظرف ، لا ظرف ( للموت ) ولا لحضوره . فإن في الإبدال تنبيهاً على أن الوصية من المهمات التي لا ينبغي التهاون بها . وقوله تعالى : { ٱثْنَانِ } خبر { شَهَادَةُ } بتقدير مضاف . أي : شهادة بينكم حينئذ ، شهادة اثنين . أو فاعل { شَهَادَةُ } على أن خبرها محذوف . أي : فيما نزل عليكم ، أن يشهد بينكم اثنان { ذَوَا عَدْلٍ مِّنْكُمْ } أي : من المسلمين { أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ } أي : من أهل الذمة { إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي ٱلأَرْضِ } أي : سافرتم فيها { فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ ٱلْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا } أي : توقفونهما للتحليف { مِن بَعْدِ ٱلصَّلاَةِ } أي : صلاة العصر . كما قاله ابن عباس وثلَّة من التابعين . وعدم تعيينها ، لتعيينها عندهم بالتحليف بعدها ؛ لأنه وقت اجتماع الناس ووقت تصادم ملائكة الليل وملائكة النهار . واجتماعُ طائفتي الملائكة ، فيه تكثير للشهود منهم على صدقه وكذبه . فيكون أقوى من غيره وأخوف . وعن الزهريّ : بعد أي صلاة المسلمين كانت . وذلك لأن الصلاة داعية إلى النطق بالصدق . وناهية عن الكذب والزور ، كما قال الله تعالى : { إِنَّ ٱلصَّلاَةَ تَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَآءِ وَٱلْمُنْكَرِ } [ العنكبوت : 45 ] . فالتعريف في ( الصَّلاةَ ) إما للعهد أو للجنس . { فَيُقْسِمَانِ } أي : يحلفان { بِٱللَّهِ إِنِ ٱرْتَبْتُمْ } أي : شككتم فيهما بخيانة وأخذ شيء من تركة الميت . وقوله تعالى : { لاَ نَشْتَرِي بِهِ ثَمَناً } جواب للقسم . أي : يقولان : لا نأخذ لأنفسنا بدلاً من الله . أي : من حرمته عَرَضاً من الدنيا بأن نهتكها ونزيلها بالحلف الكاذب . أي : لا نحلف بالله كاذبين لأجل المال { وَلَوْ كَانَ } أي : من نقسم له ونشهد عليه ، المدلول عليه بفحوى الكلام { ذَا قُرْبَىٰ } أي : قريباً منا . تأكيد لتبرئهم من الحلف كاذباً . ومبالغة في التنزه عنه . كأنهما قالا : لا نأخذ لأنفسنا بدلاً من حرمة اسمه تعالى مالاً . ولو انضم إليه رعاية جانب الأقرباء . فكيف إذا لم يكن كذلك ؟ { وَلاَ نَكْتُمُ شَهَادَةَ ٱللَّهِ } أي : الشهادة التي أمرنا الله تعالى بإقامتها . وإضافتُها إلى الاسم الكريم تشريفاً لها وتعظيماً لأمرها { إِنَّآ إِذَاً } إن كتمناها { لَّمِنَ ٱلآَثِمِينَ } أي : المعدودين من المستقرين في الإثم .