Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 52-52)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَتَرَى ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } أي : نفاقٌ وشكٌّ في وعد الله لإظهار دينه { يُسَارِعُونَ فِيهِمْ } أي : في مودتهم في الباطن والظاهرِ ، من غير نظرٍ فيما يلحقهم من الضرر في دين الله ، والفضيحة بالنفاق { يَقُولُونَ } أي : في عذرهم { نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ } أي : من دوائر الزمان ، وصرف من صروفه ، فتكون الدولة لهم ، فنحتاج إليهم ، فنحن نتحفّظ عن شرهم . ولا يتفكرون في أن الدائرة ربما تصيب من يوالونهم . والدائرة من الصفات الغالبة التي لا يذكر معها موصوفها . وأصلها : الخط المحيط بالسطح . استعيرت لنوائب الزمان ، بملاحظة إحاطتها واستعمالها في المكروه . و ( الدولة ) ضدها ، وقد ترد بمعنى ( الدائرة ) أيضاً ، لكنه قليل . كذا في ( العناية ) . ثم ردّ تعالى عِلَلَهُم الباطلة ، وقطع أطماعهم الفارغة ، وبشّر المؤمنين بالظفر بقوله سبحانه : { فَعَسَى ٱللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِٱلْفَتْحِ } أي : فتح مكة ، عن السدّيّ . أو فتح قرى اليهود من خيبر وفدك ، عن الضحّاك . وقال قتادة ومقاتل : هو القضاء الفصْل بنصره صلى الله عليه وسلم على أعدائه ، وإظهار المسلمين { أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ } يقطع شأفة اليهود ، ويجليهم عن بلادهم { فَيُصْبِحُواْ } أي : المنافقون { عَلَىٰ مَآ أَسَرُّواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ } من الشك في ظهور الإسلام ، أو من النفاق { نَادِمِينَ } لافتضاحهم بالنفاق مع الفريقين . وتعليق الندامة بما كانوا يكتمونه - لا بما كانوا يظهرونه من موالاة الكفرة - لما أنه الذي كان يحملهم على الموالاة ويغريهم عليها . فدلّ ذلك على ندامتهم عليها بأصلها وسببها .