Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 50, Ayat: 9-11)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَنَزَّلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ } أي : المزن { مَآءً مُّبَٰرَكاً } أي : كثير المنافع ، { فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّٰتٍ } أي : أشجاراً ذوات أثمار ، { وَحَبَّ ٱلْحَصِيدِ } أي : الزرع المحصود من البُرّ والشعير وسائر أنواع الحبوب . وتخصيص إنبات حبه بالذكر ، لأنه المقصود بالذات . { وَٱلنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ } أي : وأنبتنا بالماء الذي أنزلناه من السماء النخلَ طوالاً ، أو حوامل ، من ( أبسقت الشاة ) إذا حملت ، فيكون من ( أفعل ) فهو ( فاعل ) ، والقياس ( مفعل ) فهو من النوادر كالطوائح واللواقح ، في أخوات لها شاذة ؛ وإفرادها بالذكر مع دخولها في { جَنَّٰتٍ } لبيان فضلها بكثرة منافعها . وتوسيط الحب بينهما لتأكيد استقلالها وامتيازها عن البقية ، مع ما فيه من مراعاة الفواصل . { لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ } أي : متراكم بعضه فوق بعض . { رِّزْقاً لِّلْعِبَادِ } أي : لرزقهم ، قال أبو السعود : علة لقوله تعالى : { فَأَنبَتْنَا } وفي تعليله بذلك ، بعد تعليل أنبتنا الأول بالتبصرة والتذكير , تنبيه على أن الواجب على العبد أن يكون انتفاعه بذلك من حيث التذكر والاستبصار ، أهم من تمتعه به من حيث الرزق . وقيل : { رِّزْقاً } مصدر من معنى { فَأَنبَتْنَا } ؛ لأن الإنبات رزق . { وَأَحْيَيْنَا بِهِ } أي : بذلك الماء { بَلْدَةً مَّيْتاً } أي : أرضاً جدبة ، فأنبتت أنواع النبات والأزهار . { كَذَلِكَ ٱلْخُرُوجُ } أي : خروجهم أحياء من القبور . شبه بعث الأموات ونشرهم ، بقدرته تعالى بإخراج النبات من الأرض ، بعد وقوع المطر عليها ، فـ { كَذَلِكَ } خبر { ٱلْخُرُوجُ } ، أو مبتدأ ، فالكاف بمعنى ( مثل ) .