Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 50, Ayat: 12-14)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ } أي : قبل قريش { قَوْمُ نُوحٍ } قال أبو السعود : استئناف وارد لتقرير حقية البعث ، ببيان اتفاق كافة الرسل عليهم السلام عليها ، وتعذيب منكريها . { وَأَصْحَابُ ٱلرَّسِّ } وهو بئر كانوا عنده . يقال : إنهم قوم شعيب عليه السلام . ويقال غير ذلك ، كما تقدم في سورة الفرقان . { وَثَمُودُ } وهم اللذين جادلوا صالحاً ، وقتلوا الناقة . { وَعَادٌ } وهم اللذين جادلوا هوداً في أصنامهم . { وَفِرْعَوْنُ } وهو الذي جادل موسى فيما أُرسل به . قال الرازيّ : ولم يقل : ( وقوم فرعون ) لأن فرعون كان هو المغترّ المستخف بقومه ، والمستبد بأمره . { وَإِخْوَانُ لُوطٍ } وهم اللذين جادلوه في إتيان الرجال . { وَأَصْحَابُ ٱلأَيْكَةِ } أي : الغيضة من الشجر ، المجادلون شعيباً في الكيل والوزن . { وَقَوْمُ تُّبَّعٍ } قال المهايميّ : المجادلون إمامهم وعلماءهم في الدين . ومضى الكلام على ذلك في الحِجر والدخان . { كُلٌّ كَذَّبَ ٱلرُّسُلَ } أي : كل من هذه الأمم ، وهؤلاء القرون ، كذبوا رسولهم ، ومن كذب رسولاً فكأنما كذب جميع الرسل ، كقوله تعالى : { كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ ٱلْمُرْسَلِينَ } [ الشعراء : 105 ] وإنما جاءهم رسول واحد ، فهم في نفس الأمر ، لو جاءهم جميع الرسل كذبوهم - أفاده ابن كثير - وهو توجيه لجمع الرسل . وإفراد ضمير { كَذَّبَ } مراعاة للفظ { كُلٌّ } فإنه مفرد وإن كان جمعاً معنى . { فَحَقَّ وَعِيدِ } أي : فوجب لهم الوعيد الذي وعد به مَنْ كفر ، وهو العذاب والنقمة . قال ابن جرير : إنما وصف تعالى في هذه الآية ما وصف من إحلاله عقوبته بهؤلاء المكذبين الرسل ؛ ترهيباً منه بذلك مشركي قريش ، وإعلاماً منه لهم أنهم لم ينيبوا من تكذيبهم رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم أنه مُحِلٌّ بهم من العذاب مثل الذي أحلَّ بهم . أي : فهو تسلية للرسول صلوات الله عليه ، وتهديد لهم .