Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 52, Ayat: 7-16)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ * مَّا لَهُ مِن دَافِعٍ } أي : يدفعه عن المكذبين ، فينقذهم منه إذا وقع . { يَوْمَ تَمُورُ ٱلسَّمَآءُ مَوْراً } أي : تضطرب . { وَتَسِيرُ ٱلْجِبَالُ سَيْراً } أي : تسير عن وجه الأرض فتصير هباءً منثوراً { فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } أي : بالحق ، الجاحدين له { ٱلَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ } أي : من الاعتساف والاستهزاء { يَلْعَبُونَ } أي : بآيات الله ودلائله { يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَىٰ نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا } أي : يدفعون إليها بعنف . يقال : دعَعْت في قفاه ، إذا دفعته فيه بإزعاج { هَـٰذِهِ ٱلنَّارُ ٱلَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ } أي : يقال لهم ذلك { أَفَسِحْرٌ هَـٰذَا } أي : الذي وردتموه الآن ، والفاء للسببية ، لتسبب هذا عما قالوه في الوحي { أَمْ أَنتُمْ لاَ تُبْصِرُونَ } أي : كما كنتم لا تبصرون في الدنيا . قال الزمخشريّ : يعني أم أنتم عمي عن المخبر عنه ، كما كنتم عمياً عن الخبر ، وهذا تقريع وتهكم . { ٱصْلَوْهَا } أي : ذوقوا حرّ هذه النار { فَٱصْبِرُوۤاْ } أي : على ألمها ، { أَوْ لاَ تَصْبِرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ } أي : الأمران . الصبر وعدمه سواء عليكم { إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ } أي : لا تعاقبون إلا على معصيتكم في الدنيا لربكم ، وكفركم به . قال الزمخشريّ : فإن قلت : لم علل استواء الصبر وعدمه بقوله : { إِنَّمَا تُجْزَوْنَ … } إلخ ؟ قلت : لأن الصبر إنما يكون له مزية على الجزع ؛ لنفعه في العاقبة بأن يجازى عليه الصابر جزاء الخير . فأما الصبر على العذاب الذي هو الجزاء ، ولا عاقبة له ولا منفعة ، فلا مزية له على الجزع .