Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 53, Ayat: 21-22)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَلَكُمُ ٱلذَّكَرُ وَلَهُ ٱلأُنْثَىٰ } قال الزمخشريّ : كانوا يقولون : إن الملائكة وهذه الأصنام بنات الله ، وكانوا يعبدونهم ويزعمون أنهم شفعاؤهم عند الله تعالى ، مع وأدهم البنات ، فقيل لهم : { أَلَكُمُ ٱلذَّكَرُ وَلَهُ ٱلأُنْثَىٰ } ؟ ويجوز أن يراد أن اللات والعزى ومنات إناث ، وقد جعلتموهن لله شركاء ، ومن شأنكم أن تحتقروا الإناث ، وتستنكفوا من أن يولدن لكم ، وينسبن إليكم ، فكيف تجعلون هؤلاء الإناث أنداداً لله ، وتسمونهنّ آلهة ؟ انتهى . لطيفة قال الشهاب : قد مرّ مراراً الكلام في { أَرَأَيْتَ } وأنها بمعنى ( أخبرني ) وفي كيفية دلالتها على ذلك ، واختلاف النحاة في فعل الرؤية فيه ، هل هو بصريّ ؟ فتكون الجملة الاستفهامية بعدها مستأنفة لبيان المستخبر عنه . وهو الذي اختاره الرضيّ . أو علمية ، فتكون في محل المفعول الثاني ، فالرابط حينئذ أنها في تأويل : أهي بنات الله ؟ قال السمين : وكأنّ أصل التركيب : ألكم الذكر ، وله هن ، أي : تلك الأصنام . وإنما أوثر هذا الاسم الظاهر لوقوعه رأس فاصلة . وقوله تعالى : { تِلْكَ } إشارة إلى القسمة المفهومة من الجملة الاستفهامية { إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ } أي : جائرة ، غير مستوية ، ناقصة غير تامة ، لأنكم جعلتم لربكم من الولد والندّ ما تكرهون لأنفسكم ، وآثرتم أنفسكم بما ترضونه . قال ابن جرير : والعرب تقول : ( ضِزْتُهُ حقَّه ) بكسر الضاد ، و ( ضُزته ) بضمها ، فأنا أضيزه وأضوزه ، وذلك إذا نقصته حقَهُ ومنعته . تنبيه قال السمين : قرأ ابن كثير : ( ضئْزى ) بهمزة ساكنة ، والباقون بياء مكانها . وقرأ زيد ابن علي : ( ضَيْزَى ) بفتح الضاد والياء الساكنة . فأما قراءة العامة فتحتمل أن تكون من ( ضازه يضيزه ) إذا ضامه وجار عليه ، فمعنى ( ضيزى ) جائرة . وعلى هذا فتحتمل وجهين : أحدهما : أن تكون صفة على ( فُعلى ) بضم الفاء ، وإنما كسرت الفاء لتصح الياء كبيض . فإن قيل : وأي ضرورة إلى أن يقدر أصلها ضم الفاء ، ولم لا قيل ( فِعلى ) بالكسر ؟ . فالجواب : أن سيبويه حكى أنه لم يرد في الصفات ( فِعلى ) بكسر الفاء ، وإنما ورد بضمها ، نحو حبلى وأنثى ورُبَّى وما أشبهه ، إلا أن غيره حكى في الصفات ذلك . حكى ثعلب : مشية حيكى ، ورجل كيسى . وحكى غيره : امرأة عزهى وامرأة سعلى . وهذا لا ينقض على سيبويه ، لأنه يقول في ( حيكى وكيسى ) كقوله في ( ضيزى ) لتصح الياء ، وأما عزهى وسعلى فالمشهور فيهما عزهاة وسعلاة . والوجه الثاني : أن تكون مصدراً كذكرى . قال الكسائيّ : يقال ضاز يضيز ضيزى ، كذكر يذكر ذكرى . ويحتمل أن تكون من ( ضأزه ) بالهمز كقراءة ابن كثير ، إلا أنه خفف همزها ، وإن لم يكن من أصول القراء كلهم إبدال مثل هذه الهمزة ياءً ، لكنها لغة التزمت ، فقرؤوها بها . ومعنى ضأزه يضأزه بالهمزة ، نقصه ظلماً وجوراً ، وهو قريب من الأول . و ( ضيزى ) في قراءة ابن كثير مصدر وصف به ، ولا يكون وصفاً أصلياً ؛ لما تقدم عن سيبويه . فإن قيل : لم لا قيل في ( ضئزى ) بالكسر والهمز ، أن أصله ضيزى بالضم فكسرت الفاء ، لما قيل فيها مع الياء ؟ . فالجواب : أنه لا موجب هنا للتغيير ، إذ الضم مع الهمز لا يستثقل استثقاله مع الياء الساكنة وسمع منهم : ( ضؤزى ) بضم الضاد مع الواو والهمزة . وأما قراءة زيد فيحتمل أن تكون مصدراً وصف به ، كدعوى ، وأن تكون صفة ككسرى وعطشى . انتهى .