Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 53, Ayat: 23-23)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنْ هِيَ } أي : الأصنام المذكورة باعتبار الألوهية التي يدعونها لهم { إِلاَّ أَسْمَآءٌ } أي : محضة ليس تحتها مما تنبئ هي عنه من معنى الألوهية ، شيء ما أصلاً . أي : ليس لها نصيب منها إلا إطلاق تلك الأسماء عليها . قال الشهاب : والمراد لا نصيب لها أصلاً ، ولا وجه لتسميتها بذلك ، ولو كانت الألوهية متحققة بمجرد التسمية كانت آلهة ، فهو من نفي الشيء بإثباته ، أو هو ادعاء محض لا طائل تحته . { سَمَّيْتُمُوهَآ } أي : جعلتموها أسماء مع خلوّها عن المسميات { أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم } أي : بمقتضى أهوائكم ، وتقليد التابع للمتبوع { مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ } أي : برهان يتعلق به { إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ } أي : إلا توهم أن ما هم عليه حق { وَمَا تَهْوَى ٱلأَنفُسُ } أي : تشتهيه أنفسهم . قال ابن جرير : لأنهم لم يأخذوا ذلك عن وحي جاءهم من الله ، ولا عن رسول الله أخبرهم به ، وإنما هو اختلاق من قبل أنفسهم ، أو أخذوه عن آبائهم الذين كانوا من الكفر بالله على مثل ما هم عليه منه { وَلَقَدْ جَآءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ ٱلْهُدَىٰ } أي : الدليل الواضح ، والبيان بالوحي ؛ أن عبادتهما لا تنبغي وأنه لا تصلح العبادة إلا له تعالى وحده . قال أبو السعود : والجملة حال من فاعل { يَتَّبِعُونَ } أو اعتراض . وأيّاً ما كان ، ففيه تأكيد لبطلان إتباع الظن ، وهوى النفس ، وزيادة تقبيح لحالهم ، فإن اتباعهما من أي : شخص كان ، قبيح ، وممن هداه الله تعالى بإرسال الرسول صلى الله عليه وسلم وإنزال الكتب ، أقبح . تنبيه قال السيوطيّ في ( الإكليل ) : استدل بقوله : { إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَآءٌ … } إلخ على أن اللغات توقيفية ، ووجهه أنه تعالى ذمهم على تسمية بعض الأشياء بما سموها به ، ولولا أن تسمية غيرها من الله توقيف ، لما صح هذا الذم ، لكون الكل اصطلاحاً منهم . واستدل بقوله تعالى : { إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ … } إلخ على إبطال التقليد في العقائد واستدل به الظاهرية على إبطاله مطلقاً ، أو إبطال القياس . أخرج ابن أبي حاتم عن عمر قال : احذروا هذا الرأي على الدِّين ، فإنما كان الرأي من رسول الله صلى الله عليه وسلم مصيباً لأن الله كان يريه ، وإنما هو منا تكلف وظن ، وإن الظن لا يغني من الحق شيئاً . انتهى .