Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 55, Ayat: 19-21)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ مَرَجَ ٱلْبَحْرَيْنِ } أي : أرسلهما ، من ( مَرَجَ فلان دابته ) إذا خلاّها وتركها . والمعنى : أرسل وأجرى البحر الملح ، والبحر العذب { يَلْتَقِيَانِ } أي : يتجاوران { بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ } أي : حاجز من قدرة الله تعالى وبديع صنعه { لاَّ يَبْغِيَانِ } أي : لا يبغي أحدهما على الآخر بالممازجة ، وإبطال الخاصية . قال الشهاب : يعني أنهما إذا دخل أحدهما في الآخر ، قد يجرى فيه فراسخ ، ولا يتلاشى ويضمحل ، حتى يغير أحدهما طعم الآخر ولونه ، كما نشاهده . وقيل : المراد بحري فارس والروم ، فإنهما يلتقيان في البحر المحيط ، وبينهما برزخ من الأرض ، لا يتجاوزان حديهما بإغراق ما بينهما - وهو مروي عن قتادة والحسن - قال الشهاب : لكنه أورد عليه أنه لا يوافق قوله تعالى : { مَرَجَ ٱلْبَحْرَيْنِ هَـٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَـٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ … } [ الفرقان : 53 ] الآية ، والقرآن يفسر بعضه بعضاً . واختار ابن جرير ما روي عن ابن عباس وغيره ؛ أنه عني به بحر السماء وبحر الأرض . وذلك أن الله قال : { يَخْرُجُ مِنْهُمَا ٱلُّلؤْلُؤُ وَٱلمَرْجَانُ } [ الرحمن : 22 ] واللؤلؤ والمرجان إنما يخرج من أصداف بحر الأرض عن قطر ماء السماء ، فمعلوم أن ذلك بحر الأرض وبحر السماء . انتهى . وفيه ما في الذي قبله من عدم موافقته لتلك الآية ، والأصل في الآي التشابه . زاد ابن كثير : أن ما بين السماء والأرض لا يسمى برزخاً ، وحجراً محجوراً ؛ فالأولى هو الأول . { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } أي : مما في البحرين وخلقهما من الفوائد ، وقد أشار إلى بعضها بقوله : { يَخْرُجُ مِنْهُمَا ٱلُّلؤْلُؤُ … } .