Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 55, Ayat: 22-23)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يَخْرُجُ مِنْهُمَا ٱلُّلؤْلُؤُ وَٱلمَرْجَانُ } أي : كبار الدر وصغاره . أو ( المرجان ) الخرز الأحمر المعروف . وإنما قيل ( منهما ) مع أنه يخرج من أحدهما ، وهو الملح ؛ لأنه لامتزاجهما يكون خارجاً منهما حقيقة ، أو أنه نسب لهما ما هو لأحدهما ، كما يسند إلى الجماعة ما صدر من واحد منهم . قال الناصر : وهذا هو الصواب ، ومثله : { لَوْلاَ نُزِّلَ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ ٱلْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ } [ الزخرف : 31 ] ، وإنما أريد إحدى القريتين ، وكما يقال : هو من أهل مصر ، وإنما هو من محلة منها . انتهى . قال الشهاب : ولا يخفى أن هذا ، وإن اشتهر ، خلاف الظاهر . فإما أن يكون ضمير ( منهما ) لبحري فارس والروم ، أو يقال معنى خروجه منهما ليس أنه متكون فيهما ، بل أنهما يحصلان في جانب من البحار انصبّت إليها المياه العذبة . انتهى . والخطب سهل . ولما كان خروج هذين الصنفين نعمة على الناس ، لتحلّيهم بهما ، كما تشير له آية : { وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا } [ فاطر : 12 ] ، قال سبحانه : { فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } .