Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 55, Ayat: 29-30)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يَسْأَلُهُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } أي : يدعونه ويرغبون إليه ، ويرجون رحمته لفقرهم الذاتيّ ، وغناه المطلق . { كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ } أي : كل وقت يحدث أموراً ، ويجدِّد أحوالاً . قال مجاهد : يعطي سائلاً ، ويفك عانياً ، ويجيب داعياً ، ويشفي سقيماً . وروى ابن جرير أن النبيّ صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية . فقيل : يا رسول الله ، وما ذاك الشأن قال : " يغفر ذنباً ، ويفرج كرباً ، ويرفع أقواماً ، ويضع آخرين " . وقال القاشانيّ : المراد يسأله كلُّ شيء ، فغاب العقلاء ، وأتى بلفظ : ( مَنْ ) أي كل شيء يسأله بلسان الاستعداد والافتقار دائماً { كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ } بإفاضة ما يناسب كل استعداد ويستحقه ، فله كل وقت في كل خلق شأن ، بإفاضة ما يستحقه ويستأهله باستعداده ، فمن استعدّ بالتصفية والتزكية للكمالات الخيرية والأنوار ، يفيضها عليه مع حصول الاستعداد ، ومن استعد بتكدير جوهر نفسه بالهيئات المظلمة والرذائل ، ولوث العقائد الفاسدة ، والخبائث ، للشرور والمكاره ، وأنواع الآلام والمصائب والعذاب والوبال : يفيضها عليه مع حصول الاستعداد . انتهى . وقد أخذ الآية عامة من حيث السائلون خاصة بلسان الاستعداد وغيره - كابن كثير والقاضي - رآها خاصة بمن يعقل ، عامة بلسان الحال أو المقال . والأقرب هو ما يتبادر بادئ بدء إلى الفهم ، وهو ما ذكرناه أولاً { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } أي : مما يسعف به سؤالكما ، ويخرج لكما من مخبأ قدره وخلقه آناً فآناً .