Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 57, Ayat: 28-28)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَءَامِنُواْ بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } قال ابن كثير : حمل ابن عباس هذه الآية على مؤمني أهل الكتاب ، وأنهم يؤتون أجرهم مرتين ، كما في الآية التي في ( القصص ) وكما في حديث الشعبيّ عن أبي بردة ، عن أبيه أبي موسى الأشعريّ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين : رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بي ، فله أجران . وعبد مملوك أدّى حق الله وحق مولاه ، فله أجران . ورجل أدب أمَتَهُ فأحسن تأديبها ثم أعتقها وتزوجها فله أجران " أخرجاه في الصحيحين ووافق ابن عباس على هذا التفسير الضحاكُ وعتبة بن أبي حكيم وغيرهما . وهو اختيار ابن جرير . وقال سعيد بن جبير : لما افتخر أهل الكتاب بأنهم يؤتون أجرهم مرتين أنزل الله تعالى هذه الآية في حق هذه الأمة . والظاهر أن لفظها أعم ، وأن المقصود بها حث كل من آمن بالنبيّ صلى الله عليه وسلم على الثبات في الإيمان والرسوخ فيه ، والانصياع لأوامره . ومنه ما حرض عليه في الآيات قبلها من الإنفاق في سبيله ، وسخاوة النفس فيه . وأن لهم في مقابلة ذلك أجراً وافراً ، كما قال في أول السورة : { فَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَأَنفَقُواْ لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ } [ الحديد : 7 ] فآخر السورة ، فيه رجوع لأوائلها بتذكير ما أمرت به ، وما سبق نزولها لأجله . وأصل ( الكفل ) الحظ . وأصله ما يكتفل به الراكب فيحبسه ويحفظه عن السقوط . والتثنية في مثله إما على حقيقتها ، أو هي كناية عن المضاعفة . و ( النور ) هو ما يبصر من عمي الجهالة والضلالة ، ويكشف الحق لقاصده ، كما قال سبحانه : { يِٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوۤاْ إِن تَتَّقُواْ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ } [ الأنفال : 29 ] .