Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 57, Ayat: 29-29)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لِّئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ ٱلْكِتَابِ أَلاَّ يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِّن فَضْلِ ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱلْفَضْلَ بِيَدِ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ } متعلق بمضمون الجملة الطلبية المتضمنة لمعنى الشرط . والتقدير : إن تتقوا الله وتؤمنوا برسوله يؤتكم ما ذكر ، ليعلم أهل الكتاب الذين لم يسلموا عدم قدرتهم على شيء من فضل الله ، وثبوت أن الفضل بيد الله . والمراد بالفضل : ما آتاه المسلمين وخصهم به ؛ لأنهم كانوا يرون أن الله فضلهم على جميع خلقه ، فأعلمهم الله جل ثناؤه أنه قد آتى أمة محمد صلى الله عليه وسلم من الفضل والكرامة ما لم يؤتهم ، ليعلموا أنهم لا يقدرون على شيء من فضل الله ، فضلاً عن أن يتصرفوا في أعظمه ، وهو النبوة ، فيخصوا بها من أرادوا ؛ وأن الفضل بيد الله دونهم ، ودون غيرهم من الخلق ، يؤتيه من يشاء من عباده . و ( لا ) في { لِّئَلاَّ } صلة . قال السمين : وهو حرف شاعت زيادته . وقال ابن جرير : وذكر أنّ في قراءة عبد الله ( لكي يعلم ) . قال : لأن العرب تجعل لا صلة في كل كلام دخل في أوله أو آخره جحدٌ غير مصرح كقوله في الجحد السابق الذي لا يصرح به : { مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ } [ الأعراف : 12 ] وقوله : { وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَآ إِذَا جَآءَتْ لاَ يُؤْمِنُونَ } [ الأنعام : 109 ] وقوله : { وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَآ … } [ الأنبياء : 95 ] الآية ومعنى ذلك : أهلكناها أنهم يرجعون . انتهى . ونقل الثعالبيّ في ( فقه اللغة ) : زيادتها في عدة شواهد . في فصل الزوائد والصلات التي هي من سنن العرب . فانظره ، تزدد علماً .