Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 57, Ayat: 3-3)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ هُوَ ٱلأَوَّلُ } أي : السابق على كل موجود ، من حيث إنه موجده ومحدثه { وَٱلآخِرُ } أي : الباقي بعد فناء كل شيء { وَٱلظَّاهِرُ } أي : وجوده بالأدلة الدالة عليه . وقال ابن جرير : أي : الظاهر على كل شيء دونه ، وهو العالي فوق كل شيء ، فلا شيء أعلى منه { وَٱلْبَاطِنُ } أي : باحتجابه بذاته وماهيته . أو العالم بباطن كل شيء . قال ابن جرير : أي : الباطن جميعَ الأشياء ، فلا شيء أقرب إلى شيء منه ، كما قال : { وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ ٱلْوَرِيدِ } [ ق : 16 ] { وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } أي : تام العلم ، فلا يخفى عليه شيء . وقد روى الإمام أحمد عن أبي هريرة ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو عند النوم : " اللهم ! رب السماوات السبع ، ورب العرش العظيم ، ربنا ورب كل شيء ، منزل التوراة والإنجيل والفرقان ، فالق الحب والنوى ، لا إله إلا أنت ، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته . أنت الأول فليس قبلك شيء . وأنت الآخر فليس بعدك شيء . وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن ليس دونك شيء . اقض عنا الدين ، وأغننا من الفقر " - ورواه مسلم - وغيره .