Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 59, Ayat: 20-20)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لاَ يَسْتَوِيۤ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ } وهم الناسون الغادرون { وَأَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ } وهم المؤمنون المتقون الموفون بعهدهم . { أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ هُمُ ٱلْفَآئِزُونَ } أي : بالنعيم المقيم . تنبيهان الأول : قال الزمخشري : استدل أصحاب الشافعيّ رضي الله عنه بهذه الآية على أن المسلم لا يقتل بالكافر . انتهى . وردّ الاستدلال بذلك أحد أئمة الشافعية ، وهو برهان الدين في ( تفضيل السلف على الخلف ) بما مثاله : احتج بهذه الآية بعض الشافعية في مسألة قتل المسلم بالذميّ . وهذا في غاية الضعف ؛ لأن أحداً لم يسوّ بينهما . وإيجاب القصاص ليس بتسوية ؛ لأنه ما من متباينين في وجوهٍ ، إلا وقد استويا في وجه أو وجوه . فلا يكون إيجاب القود استواءً ، كما لا يكون إيجاب الدية والكفارة استواءً . فهذا الكلام مَنْ ضعف نظره في مورد الانتزاع من شواهد الفرقان . انتهى الثاني : قال أبو السعود : لعل تقديم أصحاب النار في الذكر للإيذان من أول الأمر بأن القصور الذي ينبئ عنه عدم الاستواء من جهتهم لا من جهة مقابليهم . فإن مفهوم عدم الاستواء بين الشيئين المتفاوتين زيادة ونقصاناً ، وإن جاز اعتباره بحسب زيادة الزائد ، لكن المتبادر اعتباره بحسب نقصان الناقص ، وعليه قوله تعالى : { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي ٱلأَعْمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي ٱلظُّلُمَاتُ وَٱلنُّورُ } [ الرعد : 16 ] إلى غير ذلك من المواقع . وأما قوله تعالى : { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي ٱلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } [ الزمر : 9 ] فلعل تقديم الفاضل فيه ؛ لأن صلته ملكة لصلة المفضول والأعدام مسبوقة بملكاتها . انتهى