Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 11-11)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ ثُمَّ ٱنْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ } أي : سيروا في الأرض لتعرف أحوال أولئك الأمم ، وتفكروا في أنهم كيف أُهلكوا لما كذبوا الرسل وعاندوا ، فتعرفوا صحة ما توعظون به . وفي السير في الأرض ، والسفر في البلاد ، ومشاهدة تلك الآثار الخاوية على عروشها - تكملة للاعتبار ، وتقوية للاستبصار . أي : فلا تغتروا بما أنتم عليه من التمتع بلذات الدنيا وشهواتها . وفي هذه الآية تكملة للتسلية ، بما في ضمنها من العدة اللطيفة ، بأنه سيحيق بهم مثل ما حاق بأضرابهم المكذبين . وقد أنجز ذلك يوم بدر أيّ إنجاز . لطيفة وقع هنا { ثُمَّ ٱنْظُرُواْ } ، وفي النمل : { قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنظُرُواْ } [ النمل : 69 ] ، وكذا في العنكبوت [ الآية : 20 ] ؛ فتكلف بعضهم لتخصيص ما هنا بـ ( ثم ) ، كما هو مبسوط في ( العناية ) ، مع ما عليه . ونقل عن بعضهم أن السير متحد فيهما ، ولكنه أمر ممتد ، يعطف بالفاء تارةً ، نظراً لآخره ، وبـ ( ثم ) نظراً لأوله ، ولا فرق بينهما . وفي ( الانتصاف ) : الأظهر أن يجعل الأمر بالسير في المكانين واحداً ، ليكون ذلك سبباً في النظر ، فحيث دخلت الفاء ، فالإظهار السببية . وحيث دخلت ( ثم ) ، فللتنبيه على أن النظر هو المقصود من السير ، وأن السير وسيلة إليه لا غير . وشتان بين المقصود والوسيلة - والله أعلم - .