Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 140-140)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَدْ خَسِرَ ٱلَّذِينَ قَتَلُوۤاْ أَوْلَٰدَهُمْ } يعني : وأد بناتهم خشية السبْي أو الفقر { سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ } لخفة أحلامهم وجهلهم بأن الله هو رازق أولادهم ، لا هم { وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ ٱللَّهُ } من البحائر والسوائب ونحوهما { ٱفْتِرَآءً عَلَى ٱللَّهِ قَدْ ضَلُّواْ } عن الصراط المستقيم . { وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ } أي : إلى الحق والصواب . قال الشهاب : وفي قوله : { وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ } بعد قوله : { قَدْ ضَلُّواْ } مبالغة في نفي الهداية عنهم ؛ لأن صيغة الفعل تقتضي حدوث الضلال ، بعد أن لم يكن . فلذا أردف بهذه الحال ، لبيان عراقتهم في الضلال ، وإنما ضلالهم الحادث ظلمات بعضها فوق بعض . تنبيه حمل كثير من المفسرين ( الخسران ) على ما يشمل الدارين . أما الدنيا فخسروا منافع أولادهم . وثمرة ما خلقوا له . وكذا منافع أنعامهم بما ضيقوا وحجروا فيها ابتداعاً . وأما الآخرة فيصيرون إلى أسوأ المنازل . وهذا التعميم ، وإن كان حقا ، إلا أن الأظهر حمله على الآخرة ، توفيقاً بين النظائر ، كقوله تعالى : { قُلْ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ فِي ٱلدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ ٱلْعَذَابَ ٱلشَّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ } [ يونس : 69 - 70 ] . روى الحافظ ابن مردويه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : إذا سرّك أن تعلم جهل العرب ، فاقرأ ما فوق الثلاثين والمائة سورة الأنعام : { قَدْ خَسِرَ ٱلَّذِينَ قَتَلُوۤاْ أَوْلَٰدَهُمْ … } الآية - وهكذا رواه البخاريّ في مناقب قريش من ( صحيحه ) .