Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 46-46)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ ٱللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ } بأن أصمكم وأعماكم ، { وَخَتَمَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ } بأن غطى عليها ما يزول به عقلكم وفهمكم { مَّنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ } أي : بذلك المأخوذ . وإنما خصت هذه الأعضاء الثلاثة بالذكر ؛ لأنها أشرف أعضاء الإنسان ، فإذا تعطلت اختل نظام الإنسان ، وفسد أمره ، وبطلت مصالحه في الدين والدنيا . { ٱنْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ ٱلآيَاتِ } أي : نوردها بطرق مختلفة ، كتصريف الرياح . و { ٱنْظُرْ } يفيد التعجيب من عدم تأثرهم بما عاينوا من الآيات الباهرة . { ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ } أي : بعد رؤيتهم تصريف الآيات يعرضون عنها ، فلا يتأملون فيها ، عناداً وحسداً وكبراً . تنبيهات الأول : المراد بالآيات : إما مطلق الدلائل ، أو الدلائل القرآنية مطلقا ، أو ما ذكر من أول السورة إلى هنا ، أو ما ذكر قبل هذا من المقدمات العقلية الدالة على وجود الصانع وتوحيده المشار إليها بقوله : { إِنْ أَتَـٰكُمْ عَذَابُ ٱللَّهِ … } [ الأنعام : 40 ] الآية . ومن الترغيب بقوله : { فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ } [ الأنعام : 41 ] ، والترهيب بقوله : { إِنْ أَخَذَ ٱللَّهُ سَمْعَكُمْ } الآية . ومن التنبيه والتذكير بأحوال المتقدمين . ذهب إلى كلٍّ بعضٌ من المفسرين ، وعموم اللفظ يصدق على ذلك كله بلا تدافع . الثاني : قال بعض المفسرين من الزيدية : دلت الآية على جواز الاحتجاج في أمر الدين . انتهى . وهو ظاهر . الثالث : المقصود من هذه الآية : بيان أن القادر على تحصيل هذه القوى الثلاث ، وصونها عن الآفات ، ليس إلاّ الله تعالى . وإذا كان الأمر كذلك ، كان المنعم بهذه النعم ، العالية ، والخيرات الرفيعة ، هو الله تعالى . فوجب أن يقال : المستحق للتعظيم والثناء والعبودية ليس إلا الله تعالى . وذلك يدل على أن عبادة الأصنام طريقة باطلة فاسدة - قرره الرازيّ - . ثم أشار تعالى إلى تبكيت لهم آخر بإلجائهم إلى الاعتراف باختصاص العذاب بهم بقوله سبحانه : { قُلْ أَرَءَيْتَكُمْ إِنْ أَتَـٰكُمْ عَذَابُ ٱللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً … } .