Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 67, Ayat: 1-1)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ تَبَارَكَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ ٱلْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } قال ابن جرير : أي : تعاظم الذي بيده ملك الدنيا والآخرة ، وسلطانهما ، نافذ فيهما أمره وقضاؤه ، وهو على ما يشاء فعله ذو قدرة ، لا يمنعه مانع ، ولا يحول بينه وبينه عجز . وقال القاشاني : الملك ، عالم الأجسام ، كما أن الملكوت عالم النفوس ، ولذلك وصف ذاته باعتبار تصريفه عالم الملك ، بحسب مشيئته بالتبارك ، والذي هو غاية العظمة ، ونهاية الازدياد في العلو والبركة . وباعتبار تسخيره عالم الملكوت ، بمقتضى إرادته بالتسبيح الذي هو التنزيه ، كقوله : { فَسُبْحَانَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ } [ يس : 83 ] كلا بما يناسبه ؛ لأن العظمة والازدياد والبركة تناسب الأجسام ، والتنزه يناسب المجردات عن المادة . فمعنى ( تبارك ) تعالى وتعاظم ، الذي يتصرف في عالم الملك بيد قدرته ، لا يتصرف فيه غيره فبيده كل ما وجد من الأجسام ، لا بيد غيره يصرفها كما يشاء ، وهو القادر على كل ما عدم من الممكنات ، يوجدها على ما يشاء .