Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 67, Ayat: 2-2)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلْمَوْتَ وَٱلْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } أي : قدر الموت والحياة فأمات من شاء وما شاء ، وأحيى من أراد وما أراد إلى أجل معلوم . أو أوجد الحياة ، وأزالها حسبما قدره . قال القاشاني : الموت والحياة من باب العدم والملكة . فإن الحياة هي الإحساس والحركة الإرادية ولو اضطرارية كالتنفس . والموت عدم ذلك عما من شأنه أن يكون له . وعدم الملكة ليس عدماً محضاً ، بل فيه شائبة الوجود . والألم يعتبر فيه المحل القابل للأمر الوجودي ، فلذلك صح تعلق الخلق به ، كتعلقه بالحياة ، وجعل الغرض من خلقهما ، بلاء الإنسان في حسن العمل وقبحه ، أي العلم التابع للمعلوم الذي يترتب عليه الجزاء ، وهو العلم الذي يظهر على المظاهر الإنسانية بعد وقوع المعلوم ، فإنه ليس إلا علم الله الكامن في الغيب ، والظاهر بظهور المعلوم ؛ لأن الحياة هي التي يتمكن بها على الأعمال ، والموت هو الداعي إلى حسن العمل الباعث عليه ، وبه يظهر آثار الأعمال ، كما أن الحياة يظهر بها أصولها ، وبهما تتفاضل النفوس في الدرجات وتتفاوت في الهلاك والنجاة . وقدم الموت على الحياة ؛ لأن الموت في عالم الملك ذاتي ، والحياة عرضية . وقيل : إن أريد به العدم السابق ، فتقدمه ظاهر ، لسبقه على الوجود . أو العدم اللاحق فتقديمه لأن فيه عظة وتذكرة ، وردعاً عن ارتكاب المعاصي . { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } أي : الغالب الذي يقهر من أساء العمل { ٱلْغَفُورُ } أي : لذنوب من أناب إليه وأحسن العمل .