Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 68, Ayat: 17-18)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَآ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ } أي : بلونا مشركي مكة ، فاختبرنا بهذا التنزيل الحكيم ، هل يشكرون نعمته ؛ فيحيوا حياة طيبة ، أو يصرون على تكذيبه ، فلا تكون عاقبتهم إلا كعاقبة أهل الجنة في امتحانهم الآتي ، ثم دمارهم . وقيل : معناه أصبناهم ببلية ، وهي القحط والجوع بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، { كَمَا بَلَوْنَآ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ } وهم قوم من أهل الكتاب - على ما روي عن ابن عباس - أو ناس من الحبشة - في قول عكرمة - أي : كتابيون . فيتفق مع ما قبله ، وليس من ضرورة الاعتبار بالمثل والعظة به تعيين أهله ، لولا محبة المأثور { إِذْ أَقْسَمُواْ لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ } أي : ليقطعن ثمارها مبكرين بحيث لا يعلم مسكين بذلك { وَلاَ يَسْتَثْنُونَ } قال المهايمي : أي : ولا يخرجون شيئاً من حق المساكين ، واقتصر عليه . وحكاه الرازي والقاضي قولاً ثانياً . والأول أن معناه : ولا يقولون إن شاء الله - واقتصر عليه ابن جرير والأول أظهر ، والاستثناء بمعنى الإخراج الحسي ، والجملة معطوفة على { لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ } ومقسم عليها .