Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 69, Ayat: 38-43)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَلاَ أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ } أي : بالمشاهدات والمغيبات . وهذا القسم - كما قال الرازي : يعم جميع الأشياء على الشمول ؛ لأنها لا تخرج من قسمين : مبصر وغير مبصر ، فشمل الخالق والخلق ، والدنيا والآخرة ، والعالم العلويّ والسفليّ ، وهكذا . وتقدم في ( الواقعة ) الكلام على كلمة ( لا أقسم ) فتذكر . { إِنَّهُ } أي : القرآن { لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } وهو محمد صلى الله عليه وسلم ، يبلغه عن الله تعالى ، لأن الرسول لا يبلغ عن نفسه . { وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ } أي : كما تزعمون ، فإن بين أسلوبه وحقائقه ، وبين وزن الشعلة وخيالاته ، بعد المشرقين . { قَلِيلاً مَّا تُؤْمِنُونَ } . تصدقون بما ظهر صدقه وبرهانه عناداً وعتواً . والقلة : كناية عن النفي والعدم . ونصب { قَلِيلاً } على أنه نعت لمصدر ، أو زمان مقدر . أي : إيماناً وزماناً والناصب { تُؤْمِنُونَ } أو { تَذَكَّرُونَ } . و ( ما ) زائدة - هذا ما قاله ابن عادل - وقال ابن عطية : يحتمل أن تكون نافية ومصدرية . { وَلاَ بِقَوْلِ كَاهِنٍ } أي : كما تدعون أخرى بأنه من سجع الكهان { قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ } أي : تتعظون وتعتبرون . قيل : نفى الإيمان في الأول ، والذكرى في الثاني لأن عدم مشابهة القرآن للشعر أمر بيّن ، لا ينكره إلا معاند . فلا عذر لقائله في ترك الإيمان ، وهو أكفر من حمار . وأما مباينته للكهانة ، فيتوقف على تذكر ما ؛ لأن الكاهن يأخذ جُعْلاً ، ويجيب عما سئل عنه ، ويتكلف السجع ، ويكذب كثيراً ، وإن التبس على الحمقى لإخباره عن بعض المغيبات بكلام منثور ، فتأمل . { تَنزِيلٌ } أي : هو تنزيل { مِّن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ } أي : ممن رباهم بصنوف نعمه ، ومنها ما نزله وأوحاه ليهتدوا به إلى سبل السعادة ، ومناهج الفلاح .