Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 30-30)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَرِيقاً هَدَىٰ } بأن وفقهم للإيمان { وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلضَّلاَلَةُ } وهم الكافرون { إِنَّهُمُ ٱتَّخَذُوا ٱلشَّيَاطِينَ أَوْلِيَآءَ } أي : أنصاراً وأرباباً { مِن دُونِ ٱللَّهِ } حيث أطاعوهم فيما أمروهم به من الكفر والمعاصي { وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ } أي : أنهم على هداية وحق فيما اعتقدوا . تنبيهان الأول : قال ابن جرير : قوله تعالى : { وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ } من أبين الدلالة على خطأ قول من زعم أن الله لا يعذب أحداً على معصية ركبها ، أو ضلالة اعتقدها ، إلا أن يأتيها بعد علم منه بصواب وجهها ، فيركبها عناداً منه لربه فيها ؛ لأن ذلك لو كان كذلك ، لم يكن بين فريق الضلالة الذي ضل ، وهو يحسب أنه مهتد ، وفريق الهدى - فرقٌ ، وقد فرّق الله تعالى بين أسمائهما وأحكامهما في هذه الآية - انتهى . وحاصله ، كما قال القاضي : إن الآية دلت على أن الكافر المخطئ والمعاند سواء في استحقاق الذم . قال القاضي : وللفارق أن يحمله على المقصر في النظر ، أي : يحمل الضمير في : ( اتَّخَذُوا ) على الكافر المقصر في النظر . وأما الذين اجتهدوا وبذلوا الوسع فمعذورون ، كما هو مذهب البعض - كذا في ( العناية ) . الثاني : قال الرازيّ : هذه الآية تدل على أن مجرد الظن والحسبان لا يكفي في صحة الدين ، بل لا بد فيه من الجزم والقطع واليقين ؛ لأنه تعالى عاب الكفار بأنهم يحسبون كونهم مهتدين ، ولولا أن هذا الحسبان مذموم ، لما ذمهم بذلك - انتهى . قال المهايميّ : ومما حسبوا فيه أنهم مهتدون بمتابعة الشيطان ، تركهم التزين والتلذذ مع العبادة ، فطافوا عراة ، وتركهم اللحم والدسم مع الإحرام ، فقال عز وجل : { يَابَنِيۤ ءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ … } .