Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 71, Ayat: 26-28)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى ٱلأَرْضِ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ دَيَّاراً } أي : أحداً . قال ابن جرير : يعني بـ ( الديَّار ) من يدور في الأرض فيذهب ويجيء فيها ، وهو ( فَيْعال ) من الدوران ، ديواراً اجتمعت الياء والواو ، فسبقت الياء الواو وهي ساكنة ، وأدغمت الواو فيها ، وصيرتا ياء مشددة . والعرب تقول : ما بها ديار ولا عريب ولا دويّ ولا صافر ولا نافخ ضرمة . { إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّواْ عِبَادَكَ } عن طريق الحق . { وَلاَ يَلِدُوۤاْ إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً } قال أبو السعود : أي : إلا من سيفجر ويكفر . فوصفهم بما يصيرون إليه ، وكأنه اعتذار مما عسى يرد عليه ، من أن الدعاء بالاستئصال مع احتمال أن يكون من أخلافهم من يؤمن ، منكر ، وإنما قاله لاستحكام علمه بما يكون منهم ومن أعقابهم ، بعد ما جرّبهم واستقرأ أحوالهم قريباً من ألف سنة . وقال بعضهم : ملّ نوح عليه السلام من دعوة قومه وضجر ، واستولى عليه الغضب ودعا ربه لتدمير قومه وقهرهم ، وحكم بظاهر الحال أن المحجوب الذي غلب عليه الكفر لا يلد إلا مثله ، فإن النطفة التي تنشأ من النفس الخبيثة المحجوبة ، تتربى بهيآتها المظلمة ، لا تقبل إلا نفساً مثلها ، كالبذر الذي لا ينبت إلا من صنفه وسنخه . انتهى . { رَّبِّ ٱغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ } قال ابن جرير : أي : رب اعف عني ، واستر علي ذنوبي وعلى والدي ، { وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً } قال ابن جرير : أي : لمن دخل مسجدي ومصلاي ، مصلياً مؤمناً بواجب فرضك عليه . وقيل : بيتي : منزلي . { وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ وَلاَ تَزِدِ ٱلظَّالِمِينَ إِلاَّ تَبَاراً } أي : هلاكاً وخساراً .