Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 73, Ayat: 17-19)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ ٱلْوِلْدَانَ شِيباً } أي : كيف تقون أنفسكم إن بقيتم على كفركم ، ولم تؤمنوا بالحق يوم القيامة ، وحاله في الهول ما ذكر . قال ابن أبي الحديد : لأن في اليوم الشديد : إنه ليشيب نواصي الأطفال ، كلام جار مجرى المثل . وليس ذلك على حقيقته ؛ لأن الأمة مجمعة على أن الأطفال لا تتغير حلاهم في الآخرة إلى الشيب . والأصل في هذا أن الهموم والأحزان إذا توالت على الإنسان شاب سريعاً قال أبو الطيب : @ والهم يخترم الجسيم نحافة ويشيب ناصية الصبيّ ويُهْرِمُ @@ { ٱلسَّمَآءُ مُنفَطِرٌ بِهِ } قال الزمخشري : وصف لليوم بالشدة أيضاً . وأن السماء على عظمها وإحكامها تنفطر فيه . فما ظنك بغيرها من الخلائق ؟ قال السمين : وإنما لم تؤنث الصفة لأحد الوجوه : منها - تأويله بالمشتق . ومنها - أنها على النسب ، أي : ذات انفطار ، نحو : مرضع وحائض . ومنها - أنها تذكر وتؤنث ومنها أنها - اسم جنس يفرق بينه وبين واحده بالتاء ، فيقال : سماءة ، وفي اسم الجنس التذكير والتأنيث . والباء في { بِهِ } سببية أو للاستعانة ، أو بمعنى ( في ) . { كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً } أي : لأنه لا يخلف وعده ، فاحذروا ذلك اليوم . { إِنَّ هَـٰذِهِ } أي : الآيات الناطقة بالوعيد الشديد { تَذْكِرَةٌ } أي : موعظة لمن اعتبر بها واتّعظ ، { فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلاً } أي : بالإيمان به ، والعمل بطاعته .