Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 74, Ayat: 11-17)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً } أي : لا مال له ولا ولد . { وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً } أي : مبسوطاً كثيراً ، أو ممدوداً بالنماء . { وَبَنِينَ شُهُوداً } أي : رجالاً يشهدون معه المحافل والمجامع ، أو حضوراً معه يأنس بهم ، لا يحوجه سفرهم وركوبهم الأخطار ، لاستغنائهم عن التكسب والمدح . { وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيداً } أي : بسطت له في العيش والجاه والرياسة . { ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ } . أي : من المال والولد والجاه . أو من النعيم الأخروي . وهذا أظهر لقوله : { كَلاَّ } أي : لا يكون ما يأمل ويرجو ، لأن الجدير بالزيادة من نعيم الآخرة هم المتقون ، لا هو ، { إِنَّهُ كان لآيَاتِنَا عَنِيداً } أي : معانداً للحجج المنزلة والمرسلة . { سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً } أي : سأغشيه عقبة شاقة المصعد . وهو مثل لما يلقى من العذاب الشاق الصعب الذي لا يطاق ، قاله الزمخشري . قال الشهاب : ومعنى كونه مثلاً ، أنه شبه ما يسوقه الله له من المصائب ، بتكليف الصعود في الجبال الوعرة الشاهقة ، وأطلق لفظه عليه . فهو استعارة تمثيلية . ثم علل إرهاقه ذلك بقوله : { إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ … } .