Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 75, Ayat: 14-15)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ بَلِ ٱلإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ } قال القاشاني : أي : حجة بينة ، يشهد بعمله ، لبقاء هيآت أعماله المكتوبة عليه في نفسه ورسوخها في ذاته ، وصيرورة صفاته صور أعضائه ، فلا حاجة إلى أن ينبأ من خارج . قال الشهاب : { بَصِيرَةٌ } مجاز عن الحجة الظاهرة . أو { بَصِيرَةٌ } بمعنى بينة ، وهي صفة لحجة مقدرة . وجعل الحجة بصيرة لأن صاحبها يبصر بها فالإسناد مجازي . أو هي بمعنى دالة مجازاً . أو هو استعارة مكنية وتخييلية . و { ٱلإِنسَانُ } مبتدأ ، و { بَصِيرَةٌ } خبره ، و { عَلَىٰ نَفْسِهِ } متعلق به . والتأنيث للمبالغة ، أو لكونه صفة ( حجة ) . { وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَهُ } أي : ولو ألقى أعذاره مجادلاً عن نفسه بكل معذرة . وفيه إشارة إلى أن ما عليه المشركون من الشرك وعبادة الأوثان ، وإنكار البعث ، منكر باطل ، تنكره قلوبهم ، وأنهم في دفاعهم يجادلون بالباطل . ولا غرو أن ينكر القلب ما تدفعه الفطرة السليمة ، والدين دين الفطرة . قال الشهاب : شبه المجيء بالعذر بإلقاء الدلو في البئر للاستقاء به ، فيكون فيه تشبيه لذلك بالماء المروي للعطش .