Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 75, Ayat: 26-30)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ كَلاَّ إِذَا بَلَغَتِ ٱلتَّرَاقِيَ } أي : بلغت النفس أعالي الصدر . وإضمارها ، وإن لم يجر لها ذكر ، لدلالة السياق عليها ، كقول حاتم : @ أماويّ ما يغني الثَّراء عن الفَتَى إذا حَشْرَجَتْ يوما وضاق بها الصدر @@ قال الرازي : يكنى ببلوغ النفس التراقي ، عن القرب من الموت ، ومنه قول دريد بن الصمة : @ ورب عظيمة دافعت عنها وقد بلغت نفوسهم التراقي @@ ونظيره قوله تعالى : { إِذَا بَلَغَتِ ٱلْحُلْقُومَ } [ الواقعة : 83 ] { وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ } قال ابن جرير : أي : وقال أهله : من ذا يرقيه ليشفيه مما قد نزل به ، وطلبوا له الأطباء والمداوين ، فلم يغنوا عنه من أمر الله الذي قد نزل به شيئاً . أي : فالاستفهام بمعنى الطلب لراق أو طبيب وجوز كونه بمعنى الإنكار ، يأساً من أن يقدر أحد على نفعه برقية أو عوذة . لطيفة قال الواحدي : إن إظهار النون عند حروف الفم لحن . فلا يجوز إظهار نون { مَنْ } في قوله { مَنْ رَاقٍ } . وروى حفص بن عاصم إظهار النون في { مَنْ رَاقٍ } و { بَلْ رَانَ } [ المطففين : 14 ] قال أبو علي الفارسي : ولا أعرف وجه ذلك . قال الواحدي : والوجه أن يقال : قصد الوقف على { مَنْ } و { بَلْ } فأظهرهما . ثم ابتدأ بما بعدهما . وهذا غير مرضيّ من القراءة . انتهى . نقله الرازي . { وَظَنَّ أَنَّهُ ٱلْفِرَاقُ } أي : وأيقن الذي قد نزل ذلك به ، أنه فراق الدنيا والأهل والمال . { وَٱلْتَفَّتِ ٱلسَّاقُ بِٱلسَّاقِ } أي : الْتَوَت ساقه بساقه ، فلا يقدر على تحريكها . وقيل : هما ساقاه إذا التفتا في الكفن . وقيل : الساق عبارة عن الشدة ، كما مر في سورة ( القلم ) . والتعريف للعهد أيضاً . قال الشهاب : فإن قلت : ما مر هو الكشف عن الساق ، ووجه ظاهر ؛ لأن المصاب يكشف عن ساقه ، فكيف ينزل هذا عليه ؟ قلت : الأمر كما ذكرت ، لكنه شاع فيه ، ففهم ذلك من السياق وحده ، حتى صار عبارة عن كل أمر فظيع - كما أشار إليه الراغب - انتهى . { إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ ٱلْمَسَاقُ } أي : سوقه إلى حكمه تعالى .