Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 79, Ayat: 11-14)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً نَّخِرَةً } أي : بالية . وقرئ : نَاخِرَةً . من : ( نخر العظم ) بلي . فصار يمرّ به الريح فيسمع له نخير ، وقوله تعالى : { قَالُواْ تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ } أي : ذات خسر . أو خاسرة أصحابها . أي : إن صحت فنحن إذاً خاسرون . قال ابن زيد : وأي كرة أخسر منها ؟ أحيوا ثم صاروا إلى النار ، فكانت كرة سوء . وقال أبو السعود : هذا حكاية لكفر آخر لهم ، متفرع على كفرهم السابق . ولعل توسيط { قَالُواْ } بينهما للإيذان بأن صدور هذا الكفر عنهم ليس بطريق الاطراد والاستمرار ، مثل كفرهم السابق المستمر صدوره عنها في كافة أوقاتهم . حسبما ينبئ عنه حكايته بصيغة المضارع . أي : قالوا ذلك بطريق الاستهزاء مشيرين إلى ما أنكروه من الردة في الحافرة . وقوله تعالى : { فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ } : تعليل لمقدر يقتضيه إنكارهم لإحياء العظام النخرة التي عبروا عنها بالكرّة . فإن مداره لما كان استصعابهم إياها ، رد عليهم ذلك ، فقيل : لا تستصعبوها فإنما هي صيحة واحدة . أي : حاصلة بصيحة واحدة . وهي النفخة الثانية . وفيه تهوين لأمر الإعادة ، على وجه بليغ لطيف { فَإِذَا هُم بِٱلسَّاهِرَةِ } أي : على ظهر الأرض أحياء . قال ابن جرير : والعرب تسمي الفلاة ووجه الأرض ساهرة ( قال ) وأراهم سموا ذلك بها لأن فيه نوم الحيوان وسهرها . فوصف بصفة ما فيه . وقيل : لأن السراب يجري فيها . من قولهم : ( عين ساهرة ) للتي يجري ماؤها ، وفي ضدها نائمة . والسهر على الأول بمعناه المعروف ، والتجوز في الإسناد . وفي الثاني مجاز على المجاز ، لشهرة الأول التي ألحقته بالحقيقة . ثم ذكَّر سبحانه الكفرة ما حل بمن هو أشد منهم قوة ، لما طغوا ، ترهيباً وإنذاراً ، بقوله تعالى : { هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ … } .