Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 79, Ayat: 6-10)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يَوْمَ تَرْجُفُ ٱلرَّاجِفَةُ } أي : الواقعة التي ترجف عندها الأجرام الساكنة . أي : تتحرك حركة شديدة وتتزلزل زلزلة عظيمة . فالإسناد إليها مجازي لأنها سببه . أو التجوز في الطرف بجعل سبب الرجف راجفاً . أو الراجفة : الأجرام الساكنة التي تشتد حركتها حينئذ ، كالأرض والجبال . فتسميتها راجفة باعتبار الأول . قال الشهاب : ولو فسرت الراجفة بالمحركة جاز ، وكان حقيقة ؛ لأن ( رجف ) يكون بمعنى : حرّك وتحرّك . { تَتْبَعُهَا ٱلرَّادِفَةُ } أي : السماء وما فيها . تردفها فتنشق وتنتثر الكواكب . ولوقوع ذلك فيها بعد الرجفة الأولى ، جعلت رادفة لها . أو الرادفة النفخة الثانية لبعث يوم القيامة . قال الحسن : هما النفختان . أما الأولى فتميت الأحياء . وأما الثانية : فتحيي الموتى . ثم تلا الحسن : { وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ مَن شَآءَ ٱللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ } [ الزمر : 68 ] . { قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ } أي : شديدة الاضطراب ، خوفا من عظيم الهول النازل { أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ } أي : أبصار أهلها ذليلة ، مما قد علاها من الكآبة والحزن من الخوف والرعب . وقوله تعالى : { يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي ٱلْحَافِرَةِ } قال ابن جرير : أي : يقول هؤلاء المكذبون بالبعث من مشركي قريش ، إذا قيل لهم إنكم مبعوثون من بعد الموت : أئنا لمردودون إلى حالنا الأولى قبل الممات ، فراجعون أحياءً كما كنا ؟ وقال أبو السعود : حكاية لما يقوله المنكرون للبعث المكذبون بالآيات الناطقة به ، إثر بيان وقوعه بطريق التوكيد القسميّ ، وذكر مقدماته الهائلة وما يعرض عند وقوعها للقلوب والأبصار . أي يقولون ، إذا قيل لهم إنكم تبعثون ، منكرين له متعجبين منه : أئنا لمردودون بعد موتنا في الحافرة ؟ أي في الحالة الأولى . يعنون الحياة . من قولهم : ( رجع فلان في حافرته ) أي : في طريقته التي جاء فيها فحفرها . أي : أثر فيها بمشيه . وتسميتها ( حافرة ) مع أنها محفورة كقوله تعالى : { فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } [ الحاقة : 21 ] أي : منسوبة إلى الحفر والرضا . أو كقولهم : ( نهاره صائم ) على تشبيه القابل بالفاعل . أي شبه القابل للفعل بمن يفعله ، لتنزيله منزلته . فالاستعارة في الضمير المستتر وإثبات الحافرية له : تخييل .