Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 15-15)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ ٱلأَدْبَارَ } أي : الظهور بالإنهزام ، و ( الزحف ) الجيش الكثير ، تسمية بالمصدر ، والجمع زحوف ، مثل فلس وفلوس . ويقال : زحف إليه ، أي : مشى ، وزحف الصبيّ على استه قبل أن يقوم . شبه بزحف الصبيان مشي الجيش الكثير للقتال ، لأنه لكثرته يرى كأنه يزحف ، أي : يدب دبيباً قبل التداني للضراب أو الطعان . قال أبو السعود : { زَحْفاً } منصوب ، إما على أنه حال من مفعول : { لَقِيتُمُ } أي : زاحفين نحوكم ، أو على أنه مصدر مؤكد لفعل مضمر ، هو الحال منه ، أي : يزحفون زحفاً . وأما كونه حالاً من فاعله أو منه ، ومن مفعوله معاً كما قيل - فيأباه قوله تعالى : { فَلاَ تُوَلُّوهُمُ ٱلأَدْبَارَ } ، إذ لا معنى لتقييد النهي عن الإدبار بتوجههم السابق إلى العدوّ أو بكثرتهم . بل توجه العدوّ إليهم وكثرتهم هو الداعي إلى الإدبار عادة ، والمحوج إلى النهي عنه . وحمله على الإشعار بما سيكون منهم يوم حنين ، حيث تولَّوا مدبرين ، وهم زحف من الزحوف اثنا عشر ألفاً - بعيدٌ . والمعنى : إذا لقيتموهم للقتال ، وهم كثير جمّ ، وأنتم قليل ، فلا تولوهم أدباركم ، فضلاً عن الفرار ، بل قابلوهم وقاتلوهم ، فضلاً عن أن تدانوهم في العدد أو تساووهم . قال الشهاب : عدل عن لفظ الظهور إلى الأدبار تقبيحاً للإنهزام ، وتنفيراً عنه .