Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 2-2)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ } أي : الكاملون المخلصون فيه { ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ } أي : حقه أو وعيده { وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ } أي : فزعت لذكره ، واقشعرت إشفاقاً ألا تكون قامت بحقه ، وتهيباً من جلاله وعزة سلطانه ، وبطشه بالعصاة وعقابه . قال الجشميّ : ومتى قيل : لِمَ جاز وصفهم هاهنا بالوجل والطمأنية في قوله : { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ ٱللَّهِ } ؟ [ الرعد : 28 ] ، فجوابنا فيه وجوه : منها : أنه تطمئن قلوبهم عند ذكر نعمه ، وتوجل لخوف عقابه بارتكاب معاصيه . ومنها : أن قلوبهم تطمئن لمعرفة توحيده ، ووعده ، ووعيده ، فعند ذلك توجل لأوامره ونواهيه ، خوف التقصير في الواجبات ، والإقدام على المعاصي ، والمستقبل يتغير حاله . انتهى . { وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءَايَٰتُهُ } أي : حججه وهي القرآن { زَادَتْهُمْ إِيمَٰناً } أي : يقيناً وطمأنينة نفس ، إلى ما عندهم . فإن تظاهر الأدلة أقوى للمدلول عليه ، وأثبت لقدمه . وقد استدل البخاريّ وغيره من الأئمة ، بهذه الآية وأشباهها ، على زيادة الإيمان وتفاضله في القلوب ، كما هو مذهب جمهور الأمة . بل قد حكى الإجماع عليه غيرُ واحد ، كالشافعيّ وأحمد بن حنبل وأبي عبيد { وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } أي : لا يرجون سواه ، ولا يخشون غيره ، ولا يفوّضون أمورهم إلى غيره . ولما ذكر تعالى ، من أعمالهم الحسنة ، أعمالَ القلوب من الخشية والإخلاص والتوكل ، أعقبه بأعمال الجوارح من الصلاة والصدقة ، بقوله سبحانه : { ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ … } .