Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 53-53)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ذٰلِكَ } أي : التعذيب الذي علم كونه مؤاخذة بالذنوب { بِأَنَّ ٱللَّهَ } أي : بسبب أنه تعالى { لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ } بتبديله إياها بالنقمة { حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ } من موجبات تلك النعم من اعتقاد أو قول أو عمل . وهذا إخبار عن تمام عدله وقسطه في حكمه ، بأنه تعالى لا يغير نعمة أنعمها على أحد إلا بسبب ذنب ارتكبه ، كقوله تعالى : { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ } [ الرعد : 11 ] . قال القاشانيّ : كل ما يصل إلى الإنسان هو الذي يقتضيه استعداده ، ويسأله بدعاء الحال ، وسؤال الاستحقاق . فإذا أنعم على أحد النعمة الظاهرة أو الباطنة لسلامة الإستعداد ، وبقاء الخيرية فيه ، لم يغيرها حتى أفسد استعداده ، وغير قبوله للصلاح ، بالإحتجاب وانقلاب الخير الذي فيه بالقوة إلى الشر ، لحصول الرين وارتكام الظلمة فيه ، بحيث لم يبق له مناسبة للخير ، ولا إمكان لصدروه منه ، فيغيرها إلى النقمة عدلاً منه وَجوداً ، وطلباً من ذلك الاستعداد إياها بجاذبة الجنسية والمناسبة ، لا ظلماً وجوراً . انتهى . { وَأَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } أي : فيغير إذا غيّروا غضباً عليهم بما يسمع منهم أو يعلم .