Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 5-5)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { كَمَآ أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِٱلْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ } الكاف في { كَمَآ } كاف التشبيه ، والعامل فيه يحتمل وجوها . فإما هو معنى الفعل الذي دل عليه { قُلِ ٱلأَنفَالُ لِلَّهِ } [ الأنفال : 1 ] تقديره نزع الأنفال من أيديهم بالحق ، كما أخرجك بالحق . وما هو معنى الحق ، يعني هذا الذكر حق ، كما أخرجك بالحق . وإما أنه خبر مبتدأ محذوف ، هو المشبه ، أي : حالهم هذه في كراهة تنفيل الغزاة ، كحال إخراجك من بيتك للحرب في كراهتهم له ( كما سيأتي في تفصيل القصة ) . وهذا هو قول الفرّاء ، فإنه قال : الكاف شبهت هذه القصة التي هي إخراجه من بيته ، بالقصة المتقدمة ، التي هي سؤالهم عن الأنفال ، وكراهتهم لما وقع فيها ، مع أنها أولى بحالهم . وقوله تعالى : { مِن بَيْتِكَ } أراد به بالمدينة ، أو المدينة نفسها ، لأنها مثواه . أي : إخراجه إلى بدر . وزعم بعض أن المراد إخراجه صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة للهجرة . وهو ساقط ، برده سياق القصة البدرية في الآيات بعدُ . وملخصها : أن أبا سفيان قدم بعيرٍ من الشام في تجارة عظيمة ، فخرج النبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه ليغنموها ، فعلمت قريش . فخرج أبو جهل ومقاتلو مكة ليذبّوا عنها ، وهم النفير . وأخذ أبو سفيان بالعير طريق الساحل ، فنجت ، فقيل لأبي جهل : ارجع ، فأبى وسار إلى بدر . فشاور صلى الله عليه وسلم أصحابه وقال لهم : " إن الله وعدني إحدى الطائفتين " ، فوافقوه على قتال النفير ، وكره بعضهم ذلك ، وقالوا : لم نستعد له ، كما قال تعالى : { يُجَادِلُونَكَ فِي ٱلْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى ٱلْمَوْتِ … } .