Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 80, Ayat: 1-2)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ * أَن جَآءَهُ ٱلأَعْمَىٰ } . روى ابن جرير : وابن أبي حاتم : عن ابن عباس ، قال : " بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يناجي عتبة بن ربيعة وأبا جهل بن هشام والعباس بن عبد المطلب ، وكان يتصدى لهم كثيراً ، ويحرص عليهم أن يؤمنوا ، فأقبل إليه رجل أعمى يقال له عبد الله بن أم مكتوم ، يمشي وهو يناجيهم . فجعل عبد الله يستقرئ النبيّ صلى الله عليه وسلم آية من القرآن وقال : يا رسول الله ، علمني مما علمك الله . فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبس في وجهه وتولى وكره كلامه . وأقبل على الآخرين فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم نجواه ، وأخذ ينقلب إلى أهله ، أمسك الله بعض بصره وخفق برأسه ثم أنزل الله تعالى : { عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ … } الآيات . فلما نزل فيه ما نزل ، أكرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلمه ، وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما حاجتك ؟ هل تريد من شيء ؟ " وإذا ذهب من عنده قال : " هل لك حاجة في شيء ؟ " " . قال ابن كثير : وهكذا ذكر عروة بن الزبير ومجاهد وأبو مالك وقتادة ، والضحاك ، وابن زيد . وغير واحد من السلف والخلف ؛ أنها نزلت في ابن أم مكتوم . والمشهور أن اسمه عبد الله . ويقال عمرو . والله أعلم . انتهى . وقال الرازي : أجمع المفسرون على أن الذي عبس وتولى هو الرسول صلوات الله عليه . وأجمعوا أن الأعمى هو ابن أم مكتوم . قال الشهاب : وهو مكيّ قرشيّ من المهاجرين الأولين . وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستخلفه على المدينة في أكثر غزواته . وكان ابن خال خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها . قيل : عمي رضي الله عنه بعد نور . وقيل : ولد أعمى . ولذا لقبت أمه أم مكتوم . والتعرض لعنوان عماه ، إما لتمهيد عذره في الإقدام على قطع كلامه صلى الله عليه وسلم وتشاغله بالقوم : وإما لزيادة الإنكار . كأنه قيل : تولى لكونه أعمى . وكان يجب أن يزيده لعماه ، تعطفاً وترؤفاً وتقريباً وترحيباً .